أبرزت مؤشرات الإرهاب في السعودية لعام 2016 للعالم بأن سياسة الحزم في السعودية جادة بمكافحة الإرهاب وتسير بخطوات ثابتة للقضاء عليه واستطاعت بفضل الله ثم بتعاون المواطنين والمقيمين المخلصين مع السلطات الأمنية أن تحبط المعدل الشهري المستهدف للعمليات الإرهابية الناجحة من 2.8 أي ما يعادل ثلاث عمليات إرهابية ناجحة في الشهر إلى عملية واحدة ناجحة في الشهر مما نتج عنه تحجيم الخسائر البشرية من عشرات الألوف إلى 21 ضحية مدنياً وعسكرياً فقط. كما يكشف الرصد الذي سجلته «عكاظ» ارتفاع مؤشرات العمليات الاستباقية في آخر ثلاثة أشهر من العام الماضي 2016. وتوضح مؤشرات العمليات الإرهابية الناجحة خطورة خلية القطيف بارتكاب جرائم إرهابية ناجحة وصلت إلى نسبة 64% من إجمالي العمليات الإرهابية الناجحة في السعودية كانت آخرها اختطاف قاضي المواريث في القطيف. تم رصد جميع البلاغات الأمنية المتعلقة بالإرهاب في السعودية لعام 2016 عن طريق حساب وزارة الداخلية في تويتر وبيانات المتحدثين الرسميين لوزارة الداخلية، وتقسيمها بناء على هذه البلاغات الصادرة من وزارة الداخلية إلى 3 تصنيفات تتضمن: 1/ عمليات إرهابية ناجحة: تنفيذ العملية الإرهابية بنجاح وتحقيق أهدافها الإرهابية كقتل الأشخاص أو الخطف أو السطو على الأموال أو تدمير مرافق وأملاك عامة أو خاصة. 2/ عمليات إرهابية فاشلة لم تحقق أهدافها: نجاح الإرهابيين في الوصول إلى المكان المستهدف وإمكان تحقيق جزء من الهدف الإرهابي أو تم منعه من الدخول إلى المرفق المستهدف أو نفذ العملية ولكن لم يكن هناك ضحايا كما هو مخطط له. وفي العادة تتم تصفية الإرهابيين من قبل السلطات الأمنية أو يقومون بتفجير أنفسهم في المكان المستهدف ويفشلون في تحقيق الهدف الإرهابي بالكامل. 3/ عمليات استباقية وإحباط العمليات الإرهابية: القبض على الإرهابيين قبل الوصول إلى المكان المستهدف لتنفيذ العملية الإرهابية ومنعهم من تنفيذ العملية الإرهابية وتحقيق هدفهم الإرهابي. ويتضح من المؤشرات أن العمليات الإرهابية ل«داعش» الأكثر ولكن خلية القطيف الأخطر للأسباب التالية: ارتفاع عدد العمليات الإرهابية الناجحة لخلية القطيف بوصولها إلى تسع عمليات من أصل 14 عملية فيما وصل عدد العمليات الناجحة ل«داعش» أربع عمليات من أصل 14 عملية، مما يؤكد أن خلية أعضاء خلية القطيف قد حصلوا على تدريب في استخدام الأسلحة وسرعة التخفي والسرية وكذلك صعوبة اختراق هذه الخلية لقلة أعضائها مقارنة بخلية داعش. تغيير في استراتيجية خلية القطيف بتنفيذ عمليات إرهابية خارج حدود مقرها «القطيف» في أطراف الدمام لاستهداف رجال الأمن وهو مؤشر خطير. ارتكاب خلية القطيف جرائم إرهابية عدة كالسطو المسلح واختطاف المواطنين وتعذيبهم. ويتضح أيضاً التغيير في إستراتيجية السلطات الأمنية في التعامل مع خلية القطيف وتضييق الخناق عليهم وعلى المتواطئين معهم مما أسفر عن الكشف عن الخيوط الأولية لاختطاف قاضي المواريث. ونستطيع القول إن السلطات الأمنية في السعودية أصبحت أنموذجاً في مكافحة الإرهاب حيث استطاعت حماية سمعة السعودية بإفشال وإحباط 59% من العمليات الإرهابية وانخفاض نسبة نجاح العمليات الإرهابية. كما أثبتت أن الخلايا الإرهابية (داعش والقطيف) بدأت تغير سياستها باستهداف رجال الأمن مما رفع معدلات نجاح العمليات الإرهابية إلى 41%. كذلك من نتائج إحباط العمليات الإرهابية المهمة للمجتمع هي كالآتي: حماية 60 ألف متفرج أثناء مباراة المملكة والإمارات. حماية المدنيين في حدود 400 زائر لمقهى السيف في تاروت. هذه الإنجازات الأمنية التي سطرت خلال العام الماضي يقف خلفها رجال ونساء وأطفال، شكراً من الأعماق لرجال السلطات الأمنية على ما قدموه لحماية السعودية وشعبها وزوار بيت الله والحجاج ومكتسبات السعودية، ورحم الله الذين استشهدوا في سبيل الله لحماية الحرمين الشريفين. * عضو الأكاديمية الأمريكية للطب الشرعي- الأدلة الرقمية