تفشت السمنة في جميع أنحاء العالم خصوصا بين الأطفال خلال العقدين الأخيرين، بما في ذلك المجتمع السعودي مما أدى إلى زيادة ظهور مرض السكري من النمط الثاني، الذي لم يكن معروفا في العقود السابقة إلاّ في البالغين وكبار السن، ويقدر حدوث الحالات الجديدة من النمط الثاني لدى شرائح الأطفال من 3000 حالة جديدة سنوياً وهذا العدد يعتبر كبيرا ومخيفا، ويرجع السبب الأساسي بسبب انتشار السمنة. من أجل ذلك تمت دراسة حدوث مضاعفات السمنة لدى شرائح الأطفال واليافعين البدناء بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز عيادة الأطفال والغدد الصماء خلال خمسة أعوام الماضية، تضمنت الدراسة (387) طفلا وطفلة تتراوح أعمارهم ما بين 2 – 18 من العمر وأوزانهم زائدة عن المعدلات الطبيعية، وتمت دراسة المضاعفات المترتبة على وزنهم الزائد خلال دراسة مرجعية وكانت النتائج المترتبة على هذه الدراسة ما يلي: كانت نسبة من لديهم زيادة في الوزن مرتبطة مع زيادة هرمون الأنسولين تقدر ب 44.7%، وعدد المصابين بالنمط الثاني من السكر 20.2%، نسبة المصابين بمتلازمة الأيض (14.2%)، نسبة ارتفاع الدهون الثلاثية والكولسترول 28.5%، الفتيات البدينات كان لديهن تكيسات حول المبيض بنسبة 21.7%. وهذه النسب المئوية عالية ومؤشر خطير إذا لم يتدارك موضوع انتشار السمنة في هذا الوطن. وخرجت تلك الدراسة بالعديد من التوصيات منها تغيير نمط الحياة لدى المجتمع السعودي، حث جميع أفراد المجتمع كافة بالحركة الرياضية بمعدل ساعة يومياً (3-5 أيام أسبوعيا) في الأماكن العامة المفتوحة والمماشي وأن تكون الحركة الرياضية جماعية (أفراد الأسرة يخرجون لأداء مسيرة المشي بما فيهم الوالدان مما يعزز ويغرس حب الرياضة لدى رعيتهم) تجنب أكل الوجبات السريعة والمشروبات الغازية، فلذلك آثار خطيرة على صحة الفرد والمجتمع، فالوجبات السريعة ليست غنية فقط بالسعرات الحرارية، لكن كذلك غير مفيدة للجسم وتحتوي على بعض المواد الحافظة المضرة بوظائف الجسم المختلفة، شرب الحليب واللبن والماء بدلاً من العصائر والمشروبات الغازية، تقنين الوقت المسموح به للجلوس أمام شاشات الكمبيوتر والألعاب الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي لأقل فترة زمنية يومياً، التنبيه على المقاصف الدراسية بعدم بيع المعجنات غير صحية مثل البيتزا والشيبس والمشروبات الغازية، فالمقاصف الدراسية تلعب دوراً في صحة الطفل والشاب ولا بد من وقفة إيجابية من وزارة التعليم تجاه مخاطر تواجد هذه الوجبات غير الصحية لدى نسبة كبيرة من المدارس الحكومية. * أستاذ واستشاري الغدد الصماء والسكري