جدد اختصاصيون من توسع دائرة الخمول البدني بين السعوديين، بعد أن كشفت دراسة صادرة عن المجلة الطبية البريطانية «ذا لانسيت» أن السعودية تعد الدولة الثالثة في العالم من حالات السمنة إذ يعاني 68% من مواطنيها الخمول البدني الذي يقود إلى السمنة. ويرى أستاذ واستشاري سكري الأطفال والغدد الصماء بكلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور عبدالمعين الآغا أن دائرة السمنة أصبحت تتوسع أكثر مع مرور الزمن والزحف العمراني نتيجة ابتعاد المجتمع السعودي عن تناول الأكل الصحي خصوصا جيل الأطفال الذين اتجهوا كثيرا إلى تناول الوجبات السريعة التي تحتوي على نسب عالية من الدهون والسعرات الحرارية وهو ما ترتب عليه الكثير من المشكلات الصحية في سن مبكرة منها زيادة السمنة ومضاعفاتها، بالإضافة إلى زيادة ظهور السكر من النمط الثاني بين الأطفال. ولفت إلى أن هناك العديد من الأسباب المؤدية للسمنة منها العوامل الجينية والبيئية والتي تشمل أساليب ونمط الحياة غير الصحية مثل الوجبات السريعة والمشروبات الغازية، عدم ممارسة الرياضة بشكل دوري، الجلوس أمام شاشات الكمبيوتر والألعاب الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي مما أدى إلى قلة الحركة لدى شرائح المجتمع المختلفة وبالتالي ظهرت السمنة وما يترتب عليها من مضاعفات مثل السكر من النمط الثاني، الضغط، زيادة الكولسترول والدهون الثلاثية في الدم، زيادة محيط البطن والأرداف، تشحم الكبد وغيرها من المضاعفات الخطيرة على صحة الإنسان لا سيما الأطفال والشباب والمراهقون. من جهته، كشف أخصائي الأطفال بمستشفى الملك فهد بجدة الدكتور نصرالدين الشريف، عن زيادة أوزان معظم أطفال المدارس، داعيا الأسر إلى ضرورة الانتباه على أوزان الأبناء وتوجيههم لممارسة الرياضة، داعيا إلى النظر في الوجبات الغذائية التي تقدم في المقاصف المدرسية. وأضاف أن إنقاص الوزن لا يعتبر من الأمور السهلة لذا عندما يجد الفرد البدين نفسه في ورطة فإنه ربما يلجأ إلى اختيار أساليب غير صحية لإنقاص الوزن في وقت لا يفيده ذلك لأن كل الأساليب التي اتبعها غير مطابقة ومتفقة لبرامج الحمية الصحية التي يشرف عليها الأطباء المتخصصون، وبالتالي يصاب بالإحباط وقد يترتب على ذلك زيادة الوزن بشكل أكبر. من جهته، ينصح استشاري علاج السمنة الدكتور خالد عبدالعزيز بضرورة الحد من تناول الوجبات السريعة وخصوصا الأطفال، مشددا على أهمية الرياضة في المحافظة على رشاقة الجسم.
