شهد العام 2016 اكتمال المخطط الإيراني بسيطرة طهران على العراق، بعد سلسلة الجرائم الممنهجة التي أوكل نظام الملالي لميليشيا الحشد ارتكابها بحق السكان السنة في مختلف أرجاء العراق من قتل على الهوية، ونهب ممتلكاتهم، وتدمير مساجدهم، وتهجيرهم لتغيير الطابع الديموغرافي في البلاد لصالح إيران. وارتكبت إيران أبشع الجرائم الإنسانية بحق سكان المثلث السني في العراق، حتى بات السنة فيه بين خطرين؛ الأول، وهو المتمثل في تنظيم «داعش» الإرهابي، والثاني الخطر الذي يمثله الحشد الشعبي الذي يريد القضاء على السنة، وجعل العراق محافظة إيرانية شيعية خالصة. ولعل الحرب على الإرهاب وهي حرب مشروعة، إلا أنها شكلت الذريعة الأساسية لما يسمى بالحشد والتي لا تمثل سوى ميليشيات شيعية مسلحة تنفذ خطة فصلت وحيكت خيوطها بتوجيهات القابعين في طهران بما ينسجم مع المخططات الإيرانية، إذ تتبنى نهجا تدميريا يسعى للتطهيرالعرقي للمناطق ذات الأغلبية السنية، إذ كانت المعارك التي شهدتها تكريت، وصلاح الدين وديالى والرمادي والفلوجة أبرز دليل على الأهداف الإيرانية المغرضة، وتجاهر هذه الميليشيات ذات الصبغة الطائفية بالولاء لطهران التي تؤمّن لها الدعم المالي، واللوجستي، إلى جانب التسليح والتدريب مما دفع إلى مطالبة المجتمع الدولي بوضع حد للتصرفات الطائفية البغيضة لميليشيا الحشد ضد المناطق السنية في العراق، وتحديدا تلك التي تجاور إيران، وذلك بعد أن انكشف مخطط هذا الحشد الطائفي في تهجير السنة من مناطقهم وإحلال شيعة مكانهم في تغيير ديموغرافي متعمد مصدره إيران. ووفقا لمنظمات عالمية فإن جرائم الحشد تتمثل باستهداف الأبرياء والتنكيل بالعزل، وفق مذابح ممنهجة يتم فيها إعدام السنة، إضافة إلى أن هذه الميليشيات تشرف حاليا على أكثر من 24 سجنا بطريقة غير شرعية وتمارس بحق المعتقلين أفظع الانتهاكات. ويعترف العراقيون أن القرار السياسي والعسكري والأمني في بلادهم أصبح بيد إيران، وأن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني الذي يتولى بشكل مباشر تنفيذ المخطط الإيراني في العراق وسورية ولبنان بسط نفوذ وهيمنة النظام الإيراني على مختلف أرجاء العراق، وما تحول ميليشيا الحشد إلى مؤسسة رسمية في العراق إلا استنساخ لتجربة الحرس الثوري الإيراني في العراق. ولا يخفي الإيرانيون، أن للحرس الثوري أدوارا إقليمية أوسع يجب أن يقوم بها أيضا «الحشد الشعبي» فإيران، والتي نشطت في تجنيد الميليشيات العراقية، والأفغانية، واللبنانية، والإيرانية لصالح نظام الأسد في سورية، تريد أن تمنح شرعية أوسع لميليشياتها، وتريد أن تبدأ من العراق. عام 2016 عام حشدنة العراق وتحويله لمستعمرة إيرانية بامتياز لكي تستطيع ملالي قم التمدد ونشر الفكر الإرهابي الطائفي في المنطقة.