كشفت الأيام الأخيرة عن الوجه الدموى لميليشيات الحشد الشعبى فى العراق، ويومًا بعد آخر، تثبت الأيام أن هذه الميليشيات التى يقودها قاسم سليمانى قائد الحرس الثوري الإيراني، تريد حرق العراقيين العرب بنيران الطائفية المقيتة، وإحداث تغيير ديموغرافى كامل لمناطق السنة فى العراق، وما انتهاكاتهم فى الفلوجة وجميع مناطق السنة إلا امتداد لجرائمهم السابقة، التى رسمها لهم قادة طهران وأتباعهم وأذنابهم فى بلاد الرافدين، ممن يتحركون بأوامر الفرس الجدد. وتستغل قوات الحشد الشعبى التى تتألف من 42 فصيلًا شيعيًا متشددًا، ضعف قوات الجيش العراقى البالغة (250 ألف جندي) فى بسط سيطرتها، بالمناطق المحررة من "داعش". وبدلًا من أن تأخذ بيد سكان تلك المناطق، والفارين من جحيم الدواعش، مارست ضدهم شتى انواع التعذيب، رافعة شعارات الطائفية والقتل على الهوية. وبينما يحاصر نحو 90 ألف مدني بمدينة الفلوجة، تقوم ميليشيات الحشد الشعبي، التي تضم قرابة 120 ألف جندي متطوع (نصف قوة الجيش العراقي) بعمليات تطهير عرقي واسعة النطاق ضد أهل السنة، ضمن مخطط إيراني مكشوف لتغيير هوية تلك المناطق السنية، وإحلالها بالشيعة، شرع في تنفيذه قبل نحو عشر سنوات العميل الإيراني نوري المالكى رئيس وزراء العراق الأسبق. وفي الوقت الذي يؤكد فيه مراقبون دوليون، أن هذه الميليشيات تعد نسخة مكررة للحرس الثوري الإيراني، تحمل تقارير ميدانية انتهاكات صارخة ارتكبتها الميليشيات، أحدثها قتل 17 عراقيًا مسلمًا في ديالي وتعذيب 605 معتقلين فى العامرية (شرق الفلوجة)، توفي منهم أربعة، وهدم 10 مساجد وإعدام 90 شابًا فى المقدادية؛ وهو ما دفع حيدر العبادي رئيس الوزراء لأن يتحرك على استحياء ولحفظ ماء الوجه، ويستجيب لمطالب أعضاء مجلس محافظة الأنبار ويأمر بفتح تحقيق عاجل فى هذه الانتهاكات الصارخة لوحدات الحشد الشعبي. ويؤكد مسؤلون بالجيش الأمريكي في العراق وزعماء عشائر بالفلوجة، أن هذه الميليشيات المسلحة الطائفية المتشددة التى تأسست فى 13 يونيو 2014 بناء على فتوى من المرجعية الشيعية علي السيستاني، لمواجهة خطر "داعش" لا تزال هي اللاعب الأبرز فى تكريت وسامراء وأحياء في شرق العراق. وكشف تقرير لمركز جنيف الدولي للعدالة، تسلمته الاممالمتحدة، أن هذه الميليشيات فجرت 12 مسجدًا ونفذت عمليات قتل وتهجير ترقى إلى جرائم حرب، بإشراف مباشر من سليماني ومساعديه وقادة فصائل الحشد الشعبي، وفي مقدمتها سرايا بدر وعصائب أهل الحق، مشيرًا إلى أنها كانت تجوب شوارع المقدادية وهي تبث فيديوهات دموية، وتطلق بمكبرات الصوت صيحات وشعارات طائفية تهدّد فيها العرب السنة وتدفعهم للنزوح عنها. وخيرت الأهالي بين ثلاثة خيارات: (إما دفع الدية، أو الرحيل وترك منازلهم، أو المواجهة). وكما يؤكد القيادي في جبهة "الحراك الشعبي" العراقي محمد عبد الله، فإن ميليشيات "الحشد" أصبحت خطرًا على العراق ووحدته أكبر من خطر تنظيم "داعش". مشيرًا إلى أنها تقوم بتنفيذ مخطط وأجندة إيرانية هدفها تغيير وجه العراق وسلخه عن محيطه العربي، بل وحتى عمقه الفكري والديني، لافتًا إلى أنها قامت بنحو 17 عملية تغيير ديموغرافي خلال أقل من عام، شملت طرد العراقيين السنّة وتوطين آخرين في مناطق جرف الصخر والسعدية وبلد والإسكندرية والبحيرات والجنابيين والمحمودية وفي قرى أبو غريب والطارمية وسامراء وبعقوبة والمقدادية والخالص وشهربان ومندلي، ومناطق أخرى. كاشفًا عن تورطها بأكثر من 10 آلاف عملية إعدام ميدانية بحق عراقيين مدنيين لأسباب طائفية، فضلًا عن تفجير الجوامع ودور العبادة بفعل يطابق فعل داعش وسرقة المنازل والمتاجر وحرقها. كما كشف محافظ ديالي الأسبق عمر الحميري عن قيام ميليشيات الحشد بعمليات خطف ممنهجة انتهت بقتل 78 ألف عراقي سني خلال السنوات الخمس الماضية. ورغم مطالبة عشائر سنية مشاركة في قتال تنظيم داعش، الحكومة العراقية، بتشكيل حرس وطنى جديد وإبعاد الحشد الشعبي عن معركة استعادة الفلوجة، إلا أن هذه الميليشيات التي تشكل ورقة إيرانية قوية للضغط على أي حكومة أو رئيس عراقي، رفضت ذلك، وأصرت عل اقتحام الفلوجة، معتمدة على سطوتها، وتأثيرها الكبير على صانعي القرار في العراق وإيران. وأثار هذا الرفض مخاوف عدد كبير من المسؤولين العراقيين المعتدلين، محذرين من أن تتحول فصائل الحشد الشعبي إلى قوة معادية للدولة العراقية، وتصبح بمثابة الوجه الآخر لداعش، إذا ما تم إتخاذ قرار بتسريحها وحلها بعد استكمال جاهزية القوات المسلحة العراقية، مطالبين بفتح تحيق دولي عاجل في هذه الانتهاكات. وتداول نشطاء خلال الأيام الماضية، مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، يُظهر أحد عناصر الحشد الشعبي، وهو يقوم بتعذيب وإهانة نازحين من الفلوجة، كما نُشر مقطع فيديو مماثل يظهر فيه عنصر آخر، وهو يقوم بالاعتداء على نازحين آخرين. وحمّل الزعيم السني أسامة النجيفي، رئيس ائتلاف "متحدون للإصلاح" العبادي، مسؤولية الانتهاكات والإعدامات وإهانة أهالي الفلوجة الفارين من تنظيم "داعش".