أظهرت بيانات المبادرة المشتركة النفطية (جودي) أمس (الإثنين)، أن صادرات السعودية من النفط الخام انخفضت في أكتوبر الماضي إلى 7.636 مليون برميل يوميا من 7.812 مليون برميل يوميا في سبتمبر 2016. يأتي هذا في الوقت الذي أبلغت فيه شركات تكرير في اليابان والصين وكوريا الجنوبية «رويترز» أنها لم تتلق إخطارات بالخفض من معظم منتجي الشرق الأوسط باستثناء قيود طفيفة من قبل أبوظبي ضمن الحدود التعاقدية. يخشى المنتجون من أن تسمح التخفيضات المفروضة ذاتيا في 2017 لشركات النفط الأمريكية بالتسلل واقتناص حصة سوقية. لكن حماية آسيا يمكن أن تقوض إستراتيجية منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) في القضاء على المخزونات العالمية المتضخمة عبر تخفيضات الإنتاج في الوقت الذي تحظى فيه آسيا بمخزونات هائلة من الوقود من المرجح أن تلقي بتأثيرات سلبية على الأسعار في 2017. وقال رئيس التداول لدي أجري تريد انرجي في سنغافورة -التي تمتلك ثلاث ناقلات عملاقة- اينج هيان: «قد يستغرق الأمر بعض الوقت حتى تشح إمدادات الخام في آسيا وهو ما أتوقعه في نحو النصف الثاني من 2017، بالنظر إلى تخمة الإمدادات الحالية». وأضاف محلل شؤون النفط لدى انرجي أسبكتس في سنغافورة فيريندرا شوهان: «مع استهدافها للولايات المتحدة فإن أوبك تأمل في أن يبقي المنتجون هناك على أكثرية إنتاجهم في الداخل لتلبية الطلب بدلا من التصدير إلى آسيا». حتى روسيا التي قادت مجموعة من المنتجين غير الأعضاء في أوبك للمشاركة في خفض الإنتاج الذي يصل إلى 1.8 مليون برميل يوميا من الخام لا تبدي مؤشرات تذكر على تقليص صادراتها. وأظهرت جداول التصدير التي وقعتها وزارة الطاقة واطلعت عليها رويترز أن روسيا تعتزم زيادة صادراتها من الخام ونقله عبر أراضيها بواقع 200 ألف برميل يوميا في الربع الأول من العام القادم. وعلى البر فإن آسيا تقبع فوق مخزونات وفيرة أيضا. وبلغ المتوسط المقدر للزيادة في المخزون التجاري الصيني بين مارس وأكتوبر الماضيين 740 ألف برميل يوميا، بناء على بيانات شهرية من الإدارة العامة للجمارك ومكتب الإحصاءات الوطنية وذلك بزيادة كبيرة عما كانت عليه المخزونات في العامين السابقين اللذين اتسما بتخمة الإمدادات. وعلى صعيد الأسعار، صعدت أسعار النفط أمس، إذ عزز ضعف الدولار وتأجيل صادرات النفط الليبي الجديدة المؤشرات في ظل توقعات بتقليص المعروض النفطي بدرجة أكبر في عام 2017. وجرى تداول خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة بسعر 55.47 دولار للبرميل بزيادة 26 سنتا عن آخر إغلاق. وزاد خام غرب تكساس الوسيط في العقود الآجلة 30 سنتا إلى 52.20 دولار للبرميل.