قرر عدد من سكان مركز أبو راكة (80 كيلو مترا جنوبالطائف) الرحيل من بلدتهم، التي تعاني من نقص حاد في الخدمات التنموية، إلى مناطق تنعم بالحد الأدنى من المشاريع الأساسية، مشيرين إلى أنهم يئسوا من تحرك الجهات المختصة للنظر في معاناتهم التي تتفاقم يوما بعد آخر. واتفقوا على أنهم لا يريدون مفارقة ديار الآباء والأجداد، إلا أن الوضع المزري الذي تعيشه بلدتهم، أجبرهم على اتخاذ هذه الخطوة الصعبة والمصيرية، مؤملين أن يزود أبو راكة بمركز للهلال الأحمر وآخر للدفاع المدني، تباشر الحوادث التي تقع في بلدتهم بكثافة، إضافة إلى أنهم يرجون الاهتمام بالخدمات البلدية والصحية. وذكر بندر الشلوي أن مطالبهم المتكررة للجهات المختصة برفد مركزهم بالخدمات لم تجد نفعا، ما جعلهم يفكرون جادين في ترك ديار الآباء والأجداد، والاتجاه نحو المناطق التي تنعم بالمشاريع صوب الطائف أو الباحة وغيرها من المناطق. وشكا الشلوي من تهالك الطرق التي تؤدي إلى مركزهم وتحولها إلى ساحة للحوادث القاتلة، متمنيا إنهاء معاناتهم سريعا بتعبيدها وتزويدها بوسائل السلامة، وتطويرها لتصبح مزدوجة. وحذر محمد الشلوي من الحوادث المرورية التي تقع بكثافة على الطريق الرابط بين جنوبالطائفوالباحة من جهة ومركز أبو راكة من جهة أخرى، ملمحا إلى أن جراح المصابين تتفاقم في تلك الحوادث، لغياب فرق الهلال الأحمر لمباشرتها. وأفاد أنهم يضطرون لنقل المصابين بمركباتهم الخاصة إلى أقرب مستشفى لهم على بعد 50 كيلو مترا، ما يفاقم إصاباتهم، متمنيا انتهاء معاناتهم بافتتاح مركز للهلال الأحمر وآخر للدفاع المدني، مؤكدا أن كثيرا من مصابي الحوادث فارقوا الحياة، نتيجة تأخر وصول فرق الإسعاف إليهم. ووصف سعيد عبدالعزيز دور بلدية أبو راكة بالغائب، لافتا إلى أن المركز يعاني من نقص المشاريع التنموية والبلدية الأساسية. وأكد عبدالعزيز أن البلدية نصبت بعض أعمدة الإنارة في المدخل وعلى الشوارع دون أن تزودها بالتيار، مبينا أن نقص الخدمات التنموية جعل كثير من السكان يفكرون في الرحيل من ديارهم. وأكد أن المركز يعاني نقصا في الخدمات الصحية، مشددا على أهمية تدارك هذه المشكلة وإنشاء مركز للرعاية الصحية، ينهي معاناتهم من قطع مسافات طويلة لتلقي العلاج في مركز قيا وميسان والمحافظات المجاورة. وناشد عبدالعزيز الجهات المختصة النظر باهتمام لمعاناتهم في أبو راكة من نقص الخدمات التنموية، ووضع حد للهجر الذي يعيشها سكانها بحثا عن الخدمات في المناطق المجاورة.