فيما وصف بأنه أكبر تغيير في قيادات المؤسسة العسكرية الباكستانية، أجرى قائد أركان الجيش الجديد الجنرال قمر باجوا تنقلات وتعيينات جوهرية في قيادات القطاعات العسكرية، إذ استبدل جنرالات الحرس القديم في قطاعات الجيش بجنرالات جدد، وعين رئيسا جديدا لوكالة المخابرات العسكرية التي تعتبر أحد الأجهزة المهمة في مؤسسة صناعة القرار العسكري والمدني الباكستاني. ومن ثم فإن منصب مدير المخابرات العسكرية أحد أهم المناصب في باكستان. وتوجه نيودلهي اتهامات للمخابرات الباكستانية بدعم المتشددين، الذين يستهدفون الهند، فضلا عن إيواء حركة طالبان وتنفي الحكومة والجيش الباكستاني أي علاقة بالمتطرفين وتؤكد أنها تواجه إرهابا ظلاميا يريد تدمير باكستان. وأشارت مصادر عسكرية أن الجنرال باجوا أحدث تحولا كبيرا في أروقة المؤسسة العسكرية التي تملك نفوذا هائلا في السياسة الداخلية والخارجية، بهدف إحكام سيطرته على الجيش بعد أقل من أسبوعين من تعيينه قائدا لسادس أكبر جيش في العالم خلفا للجنرال راهيل التي انتهت فترة عمله. وعين الجنرال باجوا نافيد مختار معين رئيسا للمخابرات العسكرية خلفا للفتنانت جنرال رضوان أختر، الذي تولى منصب رئيس جامعة الدفاع الوطني. ومن ضمن التغييرات الجديدة التي أجريت في الجيش تعيين الجنرالات: بلال بكر رئيسا لمكتب قوات الجيش، رضوان أختر رئيسا لجامعة الدفاع الوطنية، نياز بت قائدا لقطاع بيشاور العسكري، هدايت الرحمن قائدا عاما للتدريب والتقييم، عاصم باجوا المفتش العام للقطاع العسكري، وهومايون عزيز مفتشا عاما في الهيئة العامة للأركان، قاضي أكرم قائداً للقطاع اللوجيستي، شير أفغان قائدا لقطاع باهوال بور، ومحمد أفضل ونعيم الشرف رئيسين لقطاع الصناعات العسكرية الثقيلة. وعين رئيس الوزراء نواز شريف، قمر باجوا قائدا للجيش أخيرا، وسيواجه باجوا تحديات داخلية وخارجية كبيرة من أبرزها السيطرة على الوضع الأمني والتصدي للجماعات الإرهابية في منطقة القبائل والتعامل مع التهديدات الهندية على الحدود التي شهدت هدوءا نسبيا منذ تعيينه في هذا المنصب. وتم إنشاء الجيش الباكستاني عام 1947، ونجح في بناء ترسانة عسكرية قوية توجها بدخول النادي النووي. وخاض الجيش ثلاث حروب مع الهند، وتورط في سلسلة انقلابات كان آخرها عام 1999. ويتألف الجيش من فيلق المدرعات والمدفعية وقوات الدفاع الجوي وسلاح المهندسين، ثم المشاة والقوات البحرية، إلى جانب القوات شبه العسكرية، والحرس الوطني. والجيش هو المؤسسة الأكثر نفوذا في باكستان بعد أن حكم البلاد لنحو نصف تاريخها منذ استقلالها عن بريطانيا قبل 69 عاما، كما أنه يتمتع بصلاحيات واسعة حتى في ظل الحكومات المدنية.