ليس هناك شك أن اختيار قائد أركان الجيش الباكستاني الجديد الفريق أول قمر باجوا زيارة السعودية، كأول محطة خارجية منذ تعيينه كرئيس للمؤسسة العسكرية الشهر الماضي، يعكس عمق الشراكة الإستراتيجية العسكرية بين البلدين، خصوصا في مجال التدريبات العسكرية وتبادل المعلومات الاستخباراتية والتنسيق في مجال مكافحة الإرهاب، سواء في مجال التعاون الثنائي أو من خلال التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب ومنع التدخلات الخارجية في شؤون البلدين والسعي لتعزيز الأمن والاسقرار في العالم الإسلامي وجنوب آسيا. الفريق أول باجوا الذي بدأ أمس الأول زيارة رسمية للسعودية مترئسا وفدا عسكريا رفيع المستوى، التقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمس (الأحد) كما أجرى سلسلة من اللقاءات مع القيادات العسكرية السعودية تتعلق بسبل تعزيز العلاقات في جميع جوانبها خاصة في الجوانب العسكرية والاستخباراتية. وأوضحت مصادر عسكرية باكستانية رفيعة في تصريحات إلى «عكاظ» أن الفريق باجوا حرص على زيارة السعودية لأنها تعتبر عمقا إستراتيجيا لباكستان، مشيرة إلى أن باجوا يسعى لدعم وتعزيز الشراكة الإستراتيجية بين البلدين خصوصا في المجالات العسكرية ويؤمن بضرورة تقويتها والسعي لإحلال السلام العادل في المحيط العالمي ولجم الإرهاب. من جهتها، تتابع طهران بكل اهتمام زيارة باجوا الأولى للسعودية، فيما أشارت مصادر باكستانية إلى أن الإعلام الإيراني استشاط غضبا بسبب هذه الزيارة، لافتة إلى أن إيران لا ترغب في تعزيز العلاقات السعودية الباكستانية وتهدف دائما للعمل على تخريب هذه العلاقة، متابعة القول: إن العلاقات السعودية الباكستانية متينة وعميقة. وأجرى باجوا الذي يرأس سادس أكبر جيش في العالم بعد تعيينه تغييرات جذرية في قيادات المؤسسة العسكرية الباكستانية، وعين نافيد مختار معين رئيسا للمخابرات العسكرية. في الوقت الذي يواجه تحديات داخلية وخارجية، أبرزها السيطرة على الوضع الأمني والتصدي للجماعات الإرهابية في منطقة القبائل والتعامل مع التهديدات الهندية على الحدود التي شهدت هدوءا نسبيا منذ تعيينه في هذا المنصب. وشغل الفريق أول باجوا عدة مناصب مختلفة في القوات المسلحة الباكستانية خلال 35 سنة من العمل، منها المفتش العام المسؤول عن التدريب والتقييم في مقر قيادة الجيش في راولبندي من سبتمبر 2015 إلى 29 نوفمبر 2016. وهو نفس المنصب الذي شغله الجنرال راحيل قبل أن يتولى قيادة الجيش الباكستاني. كما قاد «فيلق إكس» المسؤول عن مناطق وقف إطلاق النار في كشمير المتنازع عليها مع الهند، إذ يعرف بأسلوبه الهادئ وبعده عن الإعلام والأضواء كما يوصف باجوا بالحصان الأسود وبالعسكري الحقيقي الذي ليس لديه مصلحة في السياسة. وتم إنشاء الجيش الباكستاني عام 1947، الذي نجح في بناء ترسانة عسكرية قوية توجها بدخول النادي النووي. ويتألف الجيش من فيلق المدرعات والمدفعية وقوات الدفاع الجوي وسلاح المهندسين، ثم المشاة والقوات البحرية، إلى جانب القوات شبه العسكرية، والحرس الوطني. والمعروف أن الجيش في باكستان يحظى بنفوذ واسع في البلاد بعد أن حكمت البلاد لنحو نصف تاريخها منذ استقلالها عن بريطانيا قبل 69 عاما.