ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن تقريرا سريا للاستخبارات الأمريكية كشف أن أشخاصا مرتبطين بموسكو قدموا لموقع «ويكليكس» رسائل إلكترونية مقرصنة تعود لمسؤولين في الحزب الديموقراطي وحملة مرشحة الرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون بهدف مساعدة منافسها دونالد ترمب! السؤال الذي يطرح نفسه، لماذا رغبت موسكو في فوز «ترمب» الذي يتوعد باستعادة هيمنة أمريكا القوية وتقويض الاتفاق النووي مع إيران، على حساب «كلينتون» عرابة الاتفاق النووي والسياسة الأمريكية «الخاملة» في الشرق الأوسط التي مكنت روسيا من مد نفوذها والتمركز في سورية؟! وما يزيد التساؤلات حيرة هو تسريب مقربين من الرئيس المنتخب «ترمب» ترشيحه قطب النفط الأمريكي «ريكس تيلرسون» لتولي منصب وزير الخارجية، فالمرشح صديق شخصي مقرب من الرئيس الروسي «بوتين» كما أن له مواقف معلنة معارضة للعقوبات الغربية التي أنزلت بموسكو عقب احتلال وإعلان ضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية لروسيا ! فما هي السياسة الأمريكية المرتقبة في الشرق الأوسط، وما هو التغيير المنتظر، فالإشارات متداخلة والتوقعات متقاطعة، فإذا كان الكثيرون يرون أن هناك تغييرا في السياسة الأمريكية في عهد الإدارة الجديدة، فإن هذا التغيير كما يبدو لن يكون متصادما مع المصالح الروسية القديمة والجديدة وليس من المؤكد أن يقدم مصالح حلفاء أمريكا التقليديين في المنطقة ! الأكيد أن الشرق الأوسط أمام انعطافة جديدة مع إدارة الرئيس «ترمب»، والأيام وحدها ستكشف لنا بأي اتجاه يتفق شرطيا المرور الأمريكي و الروسي أن يكون اتجاههما!