أكدت مصادر في فريق الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب ل «الحياة» أمس، أنه لم يحسم موقفه حول نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وسيبت فيه بعد توليه الرئاسة في 20 كانون الثاني (يناير) المقبل، مشيرة إلى أن هذا الأمر ينطبق على أي كلام قاله خلال حملته الانتخابية. وأبقت المصادر بذلك الباب مفتوحاً أمام تراجعه عن هذا الوعد. وأعلن ترامب رسمياً أمس، تعيين مدير مجلس إدارة شركة «أكسون» ريكس تيلرسون، وزيراً للخارجية، الأمر الذي يتطلب موافقة الكونغرس. ويملك تيلرسون خبرة كبيرة في إبرام صفقات ضخمة حول العالم، ونال تعيينه تأييد وزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس ووزير الدفاع السابق روبرت غيتس. كما أتى تنويه من الكرملين بأن الرئيس فلاديمير بوتين وكثيراً من المسؤولين الروس، تربطهم علاقات جيدة بتيلرسون. وقال ترامب في بيان، إن تيلرسون «سيكون مدافعاً قوياً عن مصالح أميركا الحيوية وسيساهم في تغيير سنوات من السياسة الخارجية السيئة والأعمال التي أضعفت أمننا ومكانة أميركا في العالم». وأضاف: «لا يسعني التفكير بشخص أكثر استعداداً ومكرساً بهذا الشكل لأداء الخدمة وزيراً للخارجية في هذه الأوقات الحساسة في تاريخنا». واعتبر أن «تيلرسون يعرف كيف يدير منظمة ذات بعد عالمي، وهو ما يعتبر أمراً مهماً لإدارة وزارة خارجية ناجحة»، مشدداً على أهمية «علاقاته مع قادة في مختلف أنحاء العالم». وبصفته رئيساً لمجلس إدارة «أكسون موبايل»، أشرفَ تيلرسون (64 سنة) على نشاطات الشركة في أكثر من 50 دولة، وكان أدار فرعها في اليمن في التسعينات وتربطه علاقات جيدة بقيادات في المنطقة. وعارض تيلرسون العقوبات على روسيا في 2013، ومنحه بوتين وسام الصداقة الروسية بعد سنوات من مشاريع «أكسون موبايل» في روسيا، أضخمها في 2011 بقيمة 300 بليون دولار وجرى وقفه بسبب العقوبات. وسيكلف تيلرسون تطبيع العلاقات مع روسيا التي تدهورت بسبب ضم موسكو شبه جزيرة القرم والخلاف بين واشنطنوموسكو حول الحرب في سورية، الذي قد يصطدم بمعارضة الكونغرس ورفض النواب من الحزبين رفع العقوبات هناك. وأشادت رايس بتعيين تيلرسون واعتبرته «خياراً ممتازاً»، وأشارت إلى أن المرشح للخارجية «يؤمن بموقع أميركا المميز في العالم وبثبات الولاياتالمتحدة والتزاماتها»، كما وصفه غيتس بأنه «حكيم ونزيه وسيدفع بالمصالح الأميركية في العالم». كذلك عين ترامب أمس، وجهاً آخر من تكساس هو ريك بيري الحاكم السابق للولاية الغنية بالنفط، وزيراً للطاقة، علماً أن الأخير تعهد في السابق بإلغاء الوزارة إذا انتخب رئيساً. وأثارت مديرة حملة ترامب الانتخابية كيليان كونواي، جدلاً بتصريحها بأن نقل السفارة الأميركية في إسرائيل إلى القدس «يشكل أولوية كبيرة» لدى ترامب. وقالت مصادر قريبة من فريق ترامب ل «الحياة»، إن سياسة الرئيس المنتخب حول الملف الفلسطيني- الإسرائيلي «ستتضح بعد تسلمه الرئاسة رسمياً، وأن الشيء ذاته ينطبق على أي كلام قاله خلال الحملة». وأشارت مصادر أخرى في واشنطن إلى أن كونواي لن تتولى حقيبة في ادارة ترامب، وستظل تقدم استشارات من الخارج، ما يعني أن أي تصريحات لها لا تمثل بالضرورة موقف الإدارة الجديدة.