بعد مقالي «الاحتكار في التأمين الطبي» كان هناك ثلاثة ردود أفعال، رد الفعل الأول أطلقت عليه «رد فعل أسماك الزينة»، وكان أن أثنى عليَّ عدد من أصحاب المستوصفات بالاتصال بي، متفقين في الاحتياج إلى مناخ أكثر ملاءمة للمستشفيات والمستوصفات الصغيرة والمتوسطة من خلال تعاقدات أكثر عدالة مع شركات التأمين الطبي. قال لي أحد الزملاء من الأطباء: مسؤوليتك توعية المجتمع فنحن لا نريد أن تكون أجورنا الفتات. ورد الفعل الثاني أطلقت عليه اسم «رد فعل أسماك الهامور»، وقد كان أن استحسن عدد من أصحاب المستشفيات الكبرى المقال وقرروا بحذر مناقشة الموضوع في اجتماعات مع مسؤولين كبار يهمهم الأمر، لشعورهم بأن الوضع الحالي جيد، ولكن ربما إذا استفحل الأمر يكونون قد أعدوا العدة خصوصا إذا سمح لشركات التأمين في يوم من الأيام - وقيل إنه قريب جدا - بفتح مستشفيات وعيادات وحتى لو بشكل غير مباشر. ثم عرض أحد الزملاء المقال على أحد كبار المسؤولين في أحد أكبر شركات التأمين، وهنا جاء رد الفعل الثالث الذي أطلقت عليه اسم «رد فعل أسماك القرش»، ورد المسؤول الكبير في شركة التأمين الكبيرة بعدم اهتمام بأن إطلاق صفة الاحتكار مرفوض جملة وتفصيلا، وهو لا يتماشى مع الواقع وأن أسعار بوالص التأمين مرتفعة وأن مقالي يعبر عن رأي ابن مالك ومدير مجموعة طبية صغيرة، وأن المستشفيات الكبرى ليست لديهم أي مشكلة من أي نوع، ولا يمكن الضغط عليهم؛ لأن حجمهم واحتياج المرضى والشركات إليهم لا يسمح بالضغط عليهم. انتهت ردود الأفعال، ثم بدأت التفكير؛ لماذا لا يوجد في المحيط قانون يحمي سمك الهامور من سمك القرش؟ وأيضاً لا توجد جهة تؤمن حرية المنافسة، والبقاء والنمو لأسماك الزينة، التي صنفوني ضمنها؟ وطالما أن أسماك الهامور المدرجة في البورصة «مبسوطة»، فالمقال هو رأي خاص لمشكلة غير مهمة طالما أنها مشكلة أسماك الزينة، الضغط على صغار مقدمي الخدمة واقع وبشكل مبالغ فيه وقد أدى لإفلاس وتعثر البعض وعدم قدرة البعض على النمو، ولكن لأن كبار مقدمي الخدمة لا يشعرون حتى الآن بنفس الضغط فلن يتحدث أحد عن أي ضغوط غير عادلة من شركات التأمين على مقدمي الخدمات. الدول الكبرى والمتقدمة تقدم الحماية والدعم للمشاريع الصغيرة والمتوسطة (أسماك الزينة) وتمنع أن تأكل الهوامير بعضها أو يأكلها جميعا «القرش». ومن المؤكد أن فتح سوق الخدمات الصحية، يؤدي إلى دخول عدد أكبر وأقوى من مقدمي الخدمات الصحية وسيزداد عدد أسماك الهامور وربما يأتي قرش أو اثنان من شركات التأمين الطبي. وأدعو جميع زملائي أبناء جلدتي من أسماك الزينة اللطيفة إلى التوحد والتعاون حتى لا يأكلكم القرش أو الهامور الوطني أو الأجنبي.