قصص مثيرة يحكيها النواخذة والبحارة والغواصة عن سمك القرش في الخليج الذي يعتبر على مر الدهور هاجساً وبعبعاً مخيفاً لشراسته ومهاجمته على الدوام رواد البحر. يقول النوخذة عبدالله العبيدي ل «الشرق»: «ذهبت إلى البحر صغيراً مع والدي الذي ورث المهنة عن أبيه وجده، وفي إحدى المرات طلبنا من غواص تخليص «الحيز» (قراقير كبيرة) من الصخور المرجانية التي كانت تعيق إخراجها إلى سطح السفينة (المحمل)، ولأنه كان معتاداً على ذلك نزل دون خوف، قبل نزوله كان البحارة يلقون بعض الأسماك الميتة وجيفها إلى البحر وتتلقفها أسماك القرش، التي تصاب بحالة من «السعار» بحيث حتى لو يلقي حبلاً أو خشبة تسبح مسرعة نحوها لالتهامها، فعندما نزل إلى عمق البحر سبحت وراءه ظانةً أنه جيفة سمكة، فخشينا من أن تهاجمه، وانتظرنا خروجه ونحن قلقون من حدوث مكروه له، ولكن بخبرته الكبيرة في التعامل مع الموقف خرج سالماً». وسرد العبيدي قصة أخرى مع أسماك القرش، قائلاً «كان بعض البحارة يضعون غزولاً (شبكاً كبيرة وقوية) من أجل صيد السمك حول الجزر المعروفة وهي (جنا وكران وكرين) لكنهم في إحدى المرات فوجئوا أن سمك القرش أخذ يمزق الشباك بشكل جنوني ويتجه ناحية الجزيرة (الحالة.. كران)، وهو أمر لم يحدث لهم سابقاً، ولما استقصوا وجدوا أن السبب هو الرائحة الصادرة من جيف سلاحف (حمس) ضخمة مقتولة بأعداد كبيرة في الجزيرة وأن رائحتها القوية كانت تسبب سعاراً يشبه الجنون لأسماك القرش، يجعلها ترغب في الاتجاه لمصدر الرائحة من أجل تمزيقه وافتراسه. وعن أنواع أسماك القرش في الخليج قال: «الجرجور» و«النمر» و«أبومطرقة» هي الأشهر و«السياف»الذي يتميز بفك علوي على هيئة سيف، وهناك أيضاً القرش «المرقط» والقرش «الحوت»، وهو يتغذى على الأعشاب وسُمي بالقرش الحوت لضخامة حجمه، كما يوجد أيضا القرش «السوسة»، وعن الأخطر فيها قال «جميعها لا تهاجم الإنسان، وإن ما يحدث من مهاجمتها للغواصين كان بسبب ظنها من أنهم أسماك أخرى أو ردة فعل فطرية».