تظل العلاقات السعودية - الإماراتية أنموذجاً مشرقاً وإيجابياً لعلاقات الأخوة بين الأشقاء.. والعلاقات العربية - العربية، وما إطلاق «مجلس التنسيق السعودي - الإماراتي» إلا تأكيد لهذه العلاقات المميزة والقوية والإستراتيجية بين الرياض وأبوظبي، وفي الوقت نفسه تأكيد للتعاون المشترك والتنسيق بينهما من أجل خير دول المنطقة ومستقبل شعوبها، وما يميز هذه العلاقات توافق الرؤى تجاه القضايا الإقليمية والدولية والفهم الواعي بخطورة التحديات المحيطة بالمنطقة، والثقة المتبادلة والعمل والتنسيق المشترك لمواجهة التحديات، وتعزيز العمل العربي المشترك وتوحيد الرؤى لمواجهة العابثين بأمن المنطقة. وبدعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وأخيه رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، تكرّس الدولتان جهودهما لتحقيق أهداف إستراتيجية بعيدة المدى لخدمة أمن المنطقة والنأي بها عن أي أخطار وتحديات، ويعزّز «مجلس التنسيق السعودي - الإماراتي» قوة دول مجلس التعاون الخليجي، خصوصاً أن التقارب بين دولتين تمتلكان اقتصاداً قوياً وجيشين قويين والرؤية والطموح للمستقبل سيكون له دوره الفاعل في مواجهة المتربصين الذين يحاولون المساس بأمن دول المنطقة والتدخل السافر في شؤونها، كما أن العلاقات بينهما تقوم على أسس راسخة من الأخوة والرؤى والمواقف والتوجهات المتسقة تجاه قضايا المنطقة والعالم، وتصب في دعم وتعزيز المصالح المشتركة. تطابق المواقف إن دولة الإمارات العربية المتحدة التي تحتفل اليوم (الجمعة) بيومها الوطني، ارتبطت بعلاقات أخوية مع المملكة، تعزّزت بتوقيع اتفاقيات عديدة، ذات طابع اقتصادي واجتماعي، في ظل التطابق التام لمواقف البلدين تجاه ما تتعرض له المنطقة العربية من أخطار كبيرة، في مقدمتها التطرف والإرهاب، ما يجعلهما يعملان معاً في إرساء إستراتيجية عربية مشتركة لمواجهة الأخطار والتصدي لأي تهديدات تستهدف أمن واستقرار المنطقة. علاقات البلدين التي تشهد تطوراً نوعياً في مختلف المجالات، تجسّد تاريخاً طويلاً من التعاون الإقليمي بينهما، إذ أدركا مبكراً أهمية التنسيق والتعاون بين الدول العربية عموما، ودول مجلس التعاون الخليجي خصوصا، لمواجهة أي أخطار، وستظل لهذه العلاقات الدور الفاعل في دعم المصالح المشتركة وتعزيزها خليجياً وعربياً، وظهر التعاون بين البلدين واضحاً في تضحيات شهداء البلدين من أجل عودة الشرعية والأمن والاستقرار في اليمن. تعزّزت علاقات البلدين وأخذت بعداً أكثر قوة ومتانة بدعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، وظهر ذلك جليّاً في التعامل الحاسم مع أحداث المنطقة. تعزيز التكامل الخليجي قطعاً، ستنعكس العلاقات المتجذرة بين الرياض وأبوظبي على دعم وتعزيز التنسيق والتكامل والترابط بين دول مجلس التعاون في جميع الميادين وصولاً إلى وحدتها، وتوثيق الروابط بين شعوبها، ووضع أنظمة متماثلة في مختلف الميادين الاقتصادية والمالية، والتجارية والجمارك والمواصلات، وفي الشؤون التعليمية والثقافية، والاجتماعية والصحية، والإعلامية والسياحية، والتشريعية، والإدارية، ودفع عجلة التقدم العلمي والتقني في مجالات الصناعة والتعدين والزراعة والثروات المائية والحيوانية، وإقامة المشاريع المشتركة خدمة لاقتصاديات دول التعاون من خلال تنويع مصادر الدخل دون الاعتماد على النفط.