اختط المنتج والمخرج السينمائي أيمن جمال لنفسه طريقاً قرع به أبواب السينما العالمية، وتمكن بشكل أو بآخر عبر فيلمه الكرتوني (بلال) وضع بصمة له في أهم المهرجانات العالمية آخرها (كان) السينمائي، وبينما ترشّح رسمياً لجائزة (Asia Pacific Screen Awards)، وهي إحدى أهم جوائز السينما في القارة الآسيوية ودول المحيط الباسيفيكي، تحاوره «عكاظ» حول قصة هذا الفيلم المستوحى عن قصة مؤذن الرسول بلال، من فكرة العمل وانتهاء بالأصداء التي حققها عالمياً وإقليمياً. سألناه أولاً «لماذا بلال، ولماذا الأنيميشن؟» فأجاب «كان مهماً لنا ومغرياً لأطفالنا وجود بطل للعمل من صميم معتقداتنا ورموزنا، ولم نكن لنجد قصة في النضال والعدل أفضل من قصة سيدنا بلال، حاولنا أن ننزع فكرة القدوة الخيالية والقوى الخارقة التي سُوِّقها الإنتاج الغربي، لذلك اخترنا قصة مستوحاة من حياة الصحابي بلال بن رباح، وقدمناها ضمن فيلم أنيميشن، الذي اخترناه رغم كونه صناعة معقدة لما في ذلك من قيمة فنية وإبداعية عالية وجذابة». وأضاف لا تزال هذه الصناعة محتكرة نسبياً حول العالم من قبل شركتين عالميتين، وبالتالي دخول هذا المجال بحد نفسه يعتبر إنجازاً، خاصة أن صناعة الأنيميشن في العالم العربي وحتى في الشرق الأقصى لم تتوجه بعد للعالمية ويتم استهلاكها محلياً. (بلال) فيلم أنيميشن عالمي مستوحى من حياة بطل من تاريخنا وتراثنا، الهدف لم يكن الأنيميشن فقط أو بلال فقط، الهدف هو هذه المعادلة التي تضمن وصول العمل ومضمونه للعالمية. وحول عرضه في أهم المهرجانات العالمية، واختيار الفنان العالمي (أيكون) ليؤدي أغنية الفيلم، قال «في عالم السينما، نحن نصنع الترفيه ونقدمه بالقالب الذي يضمن أفضل وصول عالمي للعمل. لا يقتضي دورنا أن نقدم دروساً مباشرة في التاريخ أو الدين أو غير ذلك بل نسعى لإيصال رسائل أخلاقية وثقافية، لا يمكنني اعتبار بلال والرسالة منه تنويراً فقط، هو ترفيه ويحمل في طياته رسائل إنسانية وأخلاقية تدعو المشاهد للسؤال والاستنباط، ولاسيما أنه مستوحى من شخصية في تاريخنا العربي والإسلامي تركت أثراً وإرثاً ما يعطي القصة بعداً حقيقياً ويبتعد بها عن الخط العالمي في إنتاج الأبطال الخياليين الذين لا وجود لهم في الواقع. التاريخ البشري مليء بالأبطال الذين نَسيَهم التاريخ ونحن نحاول إعادتهم، أما بالنسبة لاختيار النجم العالمي (أيكون) والموزع الموسيقي العالمي (رِدوان) لتقديم أغنية فيلم (بلال) فذلك جاء تماشياً مع الخط الإنتاجي الذي انتهجناه وهو (العالمية) بكل جوانبها. وحول فكرة تعريبه، قال خلال السنوات الثلاث التي قضيناها نراقب تطور العمل بمختلف مراحله وصولاً لشكله الأخير، كان إيماننا بنجاحه يكبر يوماً بعد يوم، فطموحنا بعد النسخة الإنجليزية والعربية، دبلجة (بلال) إلى خمس لغات أخرى؛ منها التركية والفرنسية والصينية والأوردو ولغة خامسة سنقف عليها قريبا، وغيرها. قرار الدوبلاج اتُّخِذ من قبلنا في المراحل الأولى لإنتاج الفيلم، ولم يكن قراراً طارئاً أو متسرّعاً، ما دامت الدبلجة ستسهم في إيصال (بلال) إلى بلدان وشعوب ثقافات أخرى. وختم الحديث عن التكلفة الباهظة للعمل والجهة التي مولته، فقال نجحنا بعون الله في نقل إيماننا بأهمية هذا العمل لعدد من المستثمرين الذين نعتبرهم شركاءنا في النجاح، وبالتالي تمكّنا من رصد الميزانية المطلوبة لإنتاج الفيلم. ولكن هذه حالة خاصة.