ثمة مطالب لأبناء المنطقة الشرقية مثل أي مواطن في مناطق المملكة؛ لذا فإنهم يتمنون إحياء حواضرهم ونموها وازدهارها، وتنفيذ المشاريع المتعثرة بها، فيطالبون بالمضي بشكل أسرع لتنمية تلك الحواضر، بتنفيذ البرامج لمعالجة أوضاعها الحالية، للمحافظة على الإنجازات التي تحققت سابقا. «عكاظ» في جولة من خمس حلقات، تضع بعضا من تلك المطالب أمام الجهات المختصة، وتلتقي بعدد من المواطنين والمتخصصين. ترمى «الحيوانات النافقة» عشوائيا فتتغذى منها الحيوانات السليمة التي تنقل الأمراض إلى الإنسان، مثل فيروس «كورونا». تلك المعادلة الأليمة رآها محرر «عكاظ» في جولته على مواقع الرعي في البر وأطراف المدن والقرى في المنطقة الشرقية، ولقائه ببعض المواطنين الذين تحدثوا بحرقة عن تلك المعاناة. وفي هذه الجولة، وجد المحرر أن كثيرا من مواقع الرعي مليئة بالحيوانات النافقة، وحتى بالقرب من أسواق الماشية، واقترح من التقاهم محرر «عكاظ» أن يتم وبشكل سريع تنظيف البيئة الحيوانية وبجهد جماعي من تلك الحيوانات النافقة، وفرض قوانين بمنع رمي المخلفات والحيوانات النافقة إلا في مواقعها بمستوى عال من السلامة وتفعيل القوانين، بجزاءات رادعة، تنفذ على من يخالف بحزم، نظرا لخطورتها. جريمة كبرى الشيخ علي بن أحمد الحكمي (95 عاما)، من قدماء أهل الإبل والعارفين بها، قال في حديثه ل«عكاظ»: اقتنينا الإبل من عهد الأجداد في الجنوب، وأنا مع الإبل حتى كبر سني وعجزت عنها فتركتها، إلا أن أبنائي ما زالوا مع الإبل. وأضاف: «كنا في السابق نعتبر رمي حيوان نافق أمرا خطيرا، بل يعتبره البعض في ذلك الزمان جريمة، لأنه يتسبب في كوارث لمربيي الماشية، ويسبب عدوى للسليمة، ولذلك تجد ملاك ورعاة الماشية في تلك الأيام يبادرون بحرق الحيوان النافق تفاديا للأمراض التي تنقلها إلى السليمة إذا بقيت تتعفن بعد موتها، خصوصا أن العدوى أشد من الإصابة الأولى بالمرض، لأن الفيروسات تكون فتاكة بشكل أكبر». وجزم الحكمي أن كثيرا من الأمراض الحالية للماشية بسبب الحيوانات النافقة التي يتم التخلص منها بشكل خاطئ، وترمى في أي مكان وكيفما كان، مؤكدا: لو تجولت في أي مكان تجد في كل موقع للرعي أكواما من الحيوانات النافقة على مساحات شاسعة، وتأكل منها الحيوانات السليمة فتصاب بالأمراض المختلفة لتنتقل للإنسان بعد ذلك. وقال الحكمي معقبا: «أصبحت الحيوانات النافقة تزاحم السليمة في كل مكان، وهو جهل من الملاك والمربين الحديثين الذين ليست لهم دراية كافية بتربية الماشية، فهم السبب في إصابة مواشيهم ومواشي الآخرين بالأمراض برمي النافقة في مواقع رعي السليمة فتأتي العدوى بشكل مضاعف». أين أنتم؟ وطالب الحكمي وزارة البيئة والمياه والزارعة والمسؤولين عن الثروة الحيوانية بتوعية الرعاة، موضحا أنها غائبة من الوزارة بل معدومة نهائيا، موضحا: «أعتقد أنهم لا يعلمون خطورة الحيوانات النافقة الموجودة في مكان، وإلا لقاموا بإجراءات تحد منها، وأوجه رسالة لوزارتي الزراعة والصحة والجهات ذات العلاقة بالقول: تعاونوا جميعا على القيام بحملة على مستوى الوطن لتنظيف البيئة من الحيوانات النافقة، وستجدونها بأكوام وأعداد مهولة، تجدونها في مواقع الرعي والطرقات وأطراف المدن والقرى، ستفاجأون بها يا من تجلسون على مكاتبكم ولا تعلمون عنها». ويتحدث ابن عبدالرحمن قائلا: والدي ينبهني دائما أن الحيوانات النافقة سبب للأمراض الخطيرة، وهو أمر لم يتنبه له ملاك المواشي، وتجهله الجهات المختصة. أما وحيد يحيى حكمي فيوضح أن الحيوانات النافقة أشد خطورة في نقل الأمراض، مطالبا بتنظيف البيئة الرعوية من الحيوانات النافقة، ويرى أهمية وجود توعية إعلامية شاملة. ويقول عود فياض العجمي: تراكمت الحيوانات النافقة بشكل مستمر بسبب رميها في كل مكان، وسيكون المستقبل القريب أكثر خطورة، مع وجود تهاون من ملاك الماشية ووزارة البيئة والمياه والزراعة. مليجة بلا «إنترنت» لم يشفع الموقع الإستراتيجي لمليجة (تبعد عن النعيرية جنوبا 25 كيلومترا)، بتحسين مستوى «الإنترنت» لدى شركات الاتصالات، فهي مدينة كبيرة ذات كثافة سكانية، ويمر بها طريق دولي يربط دول الخليج ببلاد الشام والعراق، فغالب الوقت لا يعمل «الإنترنت» مع أن بها أربعة أبراج للاتصالات، والجيل الرابع لا تعرفه المدينة رغم المطالبات الكثيرة. ضيدان العجمي، أوضح أن الأبراج في مليجة أنشئت منذ سنوات طويلة وبقيت على حالها القديم دون تحديث الشبكة، فالإنترنت لا يعمل إلا بشكل متقطع وضعيف وعلى الجيل الثالث فقط، مضيفا: «بحت أصواتنا ونحن نطالب بالجيل الرابع الذي يعمل في قرى صغيرة جدا، وعلى أجزاء من الطريق الدولي، مع اشتراكنا في باقات شركات الاتصالات ولا نستفيد منها». أما طامي مبارك العجمي وسالم سعيد العجمي وفرج سالم العجمي، فأجمعوا على أن «على شركات الاتصالات أن تفهم أن ذلك حق من حقوقنا كعملاء لها، ونطالب بإيجاد الخدمة المناسبة مقابل ما ندفعه من مبالغ». ويوضح محمد الحكمي، أن السكان يلجأون إلى شبكات «الواي فاي» في المنازل لانعدام «الإنترنت» على الهواتف الذكية لعدم وجود شبكة الجيل الرابع، رغم أن الغالب لديهم اشتراكات شهرية ولا يستفيدون منها، خصوصا أن الهواتف الذكية أصبح عليها اعتماد في أعمال الكثير.