يبدو أن ترامب لم يكن الفائز الوحيد في يوم الانتخابات الأمريكية وكذلك المصوتين له، فبينما حقق ما يصبو إليه في اعتلاء عرش الرئاسة الأمريكية والتفوق في لعبة الانتخابات السياسية، كان آخرون قد شعروا بنشوة عملهم المهني بعيدا عن كل ذلك. تنافس آخر يدور في فلك التغطية الإعلامية المحايدة، ومعركة حامية الوطيس للظفر بأسبقية الخبر ونوعية المحتوى وكميته، سيما بين القنوات العربية التي انبرت لساحة المنافسة فيما بينها، كان لافتا فيها التنافس بين القناتين الإخباريتين العربية والجزيرة. فبينما اكتفت الجزيرة بالعمل داخل استوديوهاتها الداخلية داخل وخارج الدوحة، كانت العربية قد خرجت عن المألوف باستخدام البحيرة المائية والمسطحات الخضراء المتاخمة لمقر مجموعة الإم بي سي، لتجهز أضخم استوديو مفتوح، خصصته القناة لتغطية الانتخابات الأمريكية، وفاجأت متابعيها بعرض صور المرشحين على جدار مبنى المجموعة، فيما تحولت البحيرة المائية العملاقة التي تغطي مساحتها نحو 10 آلاف متر مربع إلى شاشة تنقل المشاهد في رحلة إلى تفاصيل المباني السيادية الأمريكية، وقد جندت القناة وفق مديرها للعمليات الفنية محمود عيسى أكثر من 100 تقني من مصورين ومخرجين وفنيي إضاءة وتقنيي إسناد، عملوا خلال الأيام الماضية بلا كلل من أجل إطلاق التغطية وتأمينها. في ظروف يرى محمود عيسى أنها استثنائية ومختلفة عن أجواء الاستوديوهات المغلقة، إذ إن تحرك الطواقم الفنية على مساحات شاسعة يتطلب تهيئتها بمسرح تصوير أسابيع طويلة، بينما يتطلب تجهيزها بالإضاءة المناسبة مئات الكشافات من مختلف الأحجام إضافة إلى تهيئة منصات متعددة لظهور المذيعين الذين يطلون عبر مختلف النشرات من على ضفاف البحيرة. المغردون عبر «تويتر» تداولوا صورا عن هذه التغطية بقالب مقارنة بين المحطتين، وقال بعضهم في مقاطع فيديو متنوعة إن عمل الجزيرة الحالية يشبه عمل العربية عام 2012، وإنها لم تخرج عن المألوف كما فعلت العربية التي بدت أكثر تنوعا وجذبا ومواكبة، خصوصا تقارير الإحاطة بكل ما يتعلق بالانتخابات ويهم المواطن العربي، إضافة إلى استطلاع لآراء الشارع العربي أجراه مراسلو العربية من مختلف دول الشرق الأوسط العربية (فلسطين، العراق، الأردن، السعودية، الكويت، اللاجئون الفلسطينيون واللاجئون السوريون). الحدث الذي صنعته قناة العربية لقي استحسانا من قبل المشاهدين، عبر عنه آلاف المغردين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إذ تداول مغردون عرب صورا وفيديوهات من التغطية، معتبرين ما تقوم به القناة مرحلة متقدمة من العمل التلفزيوني العربي، وسابقة تأتي من مدينة دبي التي اعتاد منها الناس الجديد والمميز، وهو ما أكده مدير الأخبار والبرامج في قناة العربية نخلة الحاج، الذي اعتبر أن القناة تفخر بفريقها الذي يعد من أبرز الكفاءات الإعلامية في المنطقة العربية.