انتقدت الولاياتالمتحدة زيارة الرئيس الإيراني لجزيرة أبو موسى المتنازع عليها مع الإمارات، وقالت إنها ساهمت في تعقيد المشكلة، ودعت إلى حل سلمي للخلاف. وفي الأثناء استنكر وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الزيارة ووصفوها بالعمل الاستفزازي. وأعربت واشنطن عن دعمها لدعوة الإمارات العربية المتحدة إلى حل النزاع عبر التفاوض أو من خلال اللجوء الى محكمة العدل الدولية. وأضاف بيان للمتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر الثلاثاء أن واشنطن تحث طهران على "التجاوب مع مبادرة الإمارات"، وانتقد التصرف الإيراني الذي قال إنه لن يعمل إلا على تعقيد الجهود الرامية لحل المشكلة. وفي العاصمة القطرية الدوحة، استنكر وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الزيارة الأخيرة للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى جزيرة أبو موسى، ووصفوها بالعمل الاستفزازي الذي يتناقض مع سياسة حسن الجوار. وطالب الوزراء في ختام اجتماعهم الاستثنائي، الذي عقد بطلب من الإمارات، الجانب الايراني بإنهاء احتلاله للجزر الإماراتية والاستجابة لدعوة أبو ظبي لإيجاد حل سلمي وعادل عن طريق المفاوضات الثنائية أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية. وقال وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد في تصريح للجزيرة إن الأزمة مع إيران لا تتطلب استعجال القرارات، بقدر ما تتطلب الكثير من الدراسات القانونية والسياسية والعودة إلى المشاورات داخل مجلس التعاون قبل اتخاذ أي موقف. وكان بن زايد قد حذر الاثنين الماضي من أن عدم التوصل إلى حل للنزاع بين بلاده وإيران بشأن الجزر الثلاث قد يمس بالأمن والسلم الدوليين. وقال بن زايد في مؤتمر صحفي في أبو ظبي "لا نستطيع أن نترك الأمر إلى الأبد.. أرجو من الإخوة في إيران التخفيف من هذا التوتر والعودة إلى طاولة المفاوضات بتوقيت محدد وأجندة واضحة وتكون نتائجها واضحة، وذلك بالاتفاق على حل الموضوع أو الذهاب إلى محكمة العدل الدولية". واستدعت الإمارات الأحد الماضي السفير الإيراني لديها محمد علي فياض وسلمته مذكرة احتجاج على الزيارة التي عدتها "سابقة خطيرة" وانتهاكا لسيادة الإمارات وخرقا واضحا لاتفاق الدولتين بشأن استحداث آلية تقوم على حل النزاع من خلال المفاوضات الثنائية، كما استدعت سفيرها لدى إيران للتشاور. وفي إيران، قال الرئيس محمود أحمدي نجاد إن أمن منطقة الخليج هو أمن مشترك بين دول المنطقة كلها. ودعا نجاد في خطاب ألقاه أمس في استعراض عسكري بمناسبة يوم الجيش الإيراني، دول الخليج للعمل معا من أجل استقرار المنطقة. وكانت طهران قد رفضت الاحتجاج الإماراتي واعتبرت أن زيارة نجاد لأبو موسى "شأن داخلي إيراني"، إلا أنها جددت سعيها لتحسين العلاقات وقالت إنها مستعدة للحوار مع الإمارات لحل ما سمته سوء التفاهم المحتمل. ودافع الأمين العام لمجمع تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي عن الزيارة، وانتقد الإجراءات التي أقدمت عليها الإمارات ووصفها بأنها "متسرعة وسابقة لأوانها". وسيطرت إيران على الجزر الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى) بعد انسحاب البريطانيين منها عام 1971، وتؤكد الإمارات سيادتها عليها، داعية لحل المسألة عبر المفاوضات المباشرة أو اللجوء لمحكمة العدل الدولية. وتحظى الجزر بأهمية نظرا لموقعها الإستراتيجي في مضيق هرمز، والاحتياطيات النفطية المحتملة فيها.