- افرج النواب الامريكيون يوم الجمعة عن مساعدات تنمية للفلسطينيين قيمتها 88.6 مليون دولار كانوا يجمدونها منذ الصيف الماضي في خطوة لابد وان تساعد في تخفيف ازمة مالية في الاقتصاد الفلسطيني الذي يعتمد على المساعدات. واعلنت النائبة الجمهورية البارزة كاي جرانجر انها مستعدة لتحويل 147 مليون دولار من المساعدات الامريكية التي كانت مجمدة منذ اغسطس اب للفلسطينيين . لكن النائبة الجمهورية الاخرى ايليانا روس ليتينن التي كانت قد منعت صرف هذه الاموال قصرت المبلغ الذي سيتم الافراج عنه على 88.6 مليون دولار وقالت في رسالة لوزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ان هذا هو كل ما هي مستعدة للافراج عنه. وقالت روس ليتينن ايضا انها ستفرج عن هذا المبلغ بعد ان فهمت انه لن يستخدم "للمساعدة والانتعاش في غزة الذي تسيطر عليه حماس" ولشق طرق في الضفة الغربية او لتشجيع التجارة والسياحة في الاراضي الفلسطينية. وتعتبر الولاياتالمتحدة حماس منظمة ارهابية. ولم تذكر الرسالة كيفية انفاق الاموال المفرج عنها ولكن روس ليتينن اشارت في الاسبوع الماضي الى انها مستعدة للموافقة على المبلغ المستهدف لمشروعات المياه والصحة والغذاء للفلسطينيين. ومنعت كل من جرانر وروس ليتنين صرف الاموال الامريكية في العام الماضي لاعتراضهما على حملة الفلسطينيين للحصول على الاعتراف في الاممالمتحدة. وقالتا ان الطريق لاقامة دولة فلسطينية هو من خلال معاهدة سلام مع اسرائيل. وقالت جرانجر يوم الجمعة انها قررت ضرورة الافراج عن هذه الاموال لاسباب انسانية وللمساعدة في تحقيق الاستقرار في الاراضي الفلسطينية في وقت يسود فيه الغموض الشرق الاوسط. واضافت في بيان "لقد اتخذت موقفا قويا بشأن المساعدات للسلطة الفلسطينية لارسال رسالة مفادها أن السعى الى دولة في الاممالمتحدة وتشكيل حكومة وحدة وطنية مع حماس والابتعاد عن طاولة المفاوضات مع اسرائيل ليست مسارات للسلام." ومضت قائلة "من مصلحتنا في الوقت الراهن - ومصلحة حلفائنا في المنطقة - السماح بتدفق المساعدات لمعالجة المخاوف الامنية والانسانية." وترأس جرانجر اللجنة الفرعية للاعتمادات في مجلس النواب المسؤولة عن المساعدات الخارجية في حين ترأس روس ليتنين لجنة الشؤون الخارجية في المجلس. ومن الناحية العملية يمكن لادارة أوباما تجاوز اعتراضات أعضاء الكونجرس الفردية وانفاق أموال المساعدات بمجرد اعتمادها من قبل الكونجرس. الا ان الادارات المتعاقبة تذعن بشكل عام امام موانع الاعضاء البارزين في اللجان المختصة. وشكت روس ليتنين في رسالتها لكلينتون وراجيف شاه مدير الوكالة الامريكية للتنمية الدولية من ان الادارة هددت بانفاق هذه الاموال "رغم اعتراضات الكونجرس" اذا لم يتم رفع التجميد الذي فرضه النواب. واردفت قائلة "اشعر بخيبة أمل من استخدام الادارة لاساليب متشددة ضد الكونجرس." وتعرضت جرانر وروس ليتنين للضغط من قبل ادارة أوباما وكذلك المجتمع الدولي للافراج عن مساعدات التنمية التي خصصها الكونجرس للسنة المالية 2011. وتزايدت التحذيرات بما في ذلك تحذيرات من صندوق النقد الدولي من أن الفلسطينيين يواجهون أزمة مالية متزايدة نظرا لتراجع المساعدات من الداعمين في الغرب وكذلك دول الخليج الغنية فضلا عن القيود الاسرائيلية على التجارة. وحث صندوق النقد الدولي الاسبوع الماضي الجهات المانحة على الوفاء بتعهدات المساعدات للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية التي تحتلها اسرائيل والتي يتوقع ان يبلغ العجز في ميزانيتها 1.1 مليار دولار عام 2012. وتقول خدمة أبحاث الكونجرس ان الولاياتالمتحدة التزمت بتقدم أكثر من اربعة مليارات دولار في شكل مساعدات للفلسطينيين منذ منتصف التسعينات. وتوضح الخدمة أن متوسط مساهمة الولاياتالمتحدة يبلغ سنويا 600 مليون دولار منذ السنة المالية 2008. وتضيف أن هذا يشمل عادة حوالي 200 مليون دولار من المساعدات المالية المباشرة و100 مليون دولار في شكل مساعدات أمنية لتدريب قوات الامن الفلسطينية بالاضافة الى مساعدات التنمية. وصوت الكونجرس في ديسمبر كانون الاول للسماح باستمرار المساعدات للفلسطينيين في العام المالي 2012 طما دام لم يتم الاعتراف بهم كدولة في اي منظمة اخرى بالاممالمتحدة. وفاز الفلسطينيون بعضوية منظمة الاممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) في اكتوبر تشرين الاول وهي خطوة دفعت الولاياتالمتحدة لقطع التمويل عن عن هذه المنظمة.