أعلنت المملكة الأردنية الثلاثاء، على لسان وزير خارجيتها ناصر جودة، اعترافها بالمجلس الوطني الانتقالي كممثل للشعب الليبي، كما كشفت عن عزمها تعيين مبعوث دائم لها في مدينة "بنغازي"، معقل الثوار المناوئين للزعيم الليبي معمر القذافي. وأكد وزير الخارجية الأردني، خلال محادثة هاتفية مع رئيس اللجنة التنفيذية في المجلس الوطني الانتقالي الليبي والمكلف بالعلاقات الخارجية للمجلس، محمود جبريل، أن "موقف الأردن مما يجري في ليبيا، هو موقف مبدئي وواضح وثابت"، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية "بترا." وأضاف جودة أن "الأردن كان منذ البداية في طليعة الدول التي دانت بشدة استهداف أبناء الشعب الليبي الشقيق بوسائل وأدوات قتالية، يشكل استخدامها انتهاكات للقانون الإنساني الدولي، والمنظومة العالمية لحقوق الإنسان، مثلما طالبنا وما نزال، بوقف إراقة دماء أبناء الشعب الليبي الشقيق." كما أشاد بمواقف المجلس الانتقالي، والتي وصفها بأنها "مسؤولة، تتبنى مطالب الشعب الليبي وطموحاته وتطلعاته وآماله المستقبلية، في الولوج إلى مرحلة جديدة، تكون نتاجاً لإرادته الحرة والمستقلة، وتعبيراً صادقاً عنها، وعن توافق الشعب الليبي الشقيق حول مستقبله، ضمن إطار يكفل صون الوحدة الترابية لليبيا، والمحافظة على استقلالها السياسي." وشدد جودة على أن هذا النهج الذي يتبناه المجلس الوطني الانتقالي يعزز من مكانة هذا المجلس المتنامية في ليبيا، وعلى الساحة الدولية، مؤكداً أن الأردن يعتبر هذا المجلس "ممثلاً شرعياً للشعب الليبي، والمحاور الشرعي الذي يعبر عن تطلعاته المشروعة." وأعاد التأكيد على أن الأردن مستمر في المساهمة بفاعلية في تقديم المعونة الإنسانية والطبية لأبناء الشعب الليبي، وتقديم الدعم اللوجستي في الإطار التنسيقي الهادف إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973، وفرض وقف حقيقي ومستدام وقابل للتحقق لإطلاق النار، يضمن انسحاب كتائب القذافي من المدن، وإنهاء التهديد الذي تتعرض المدن وسكانها. كما شدد الوزير الأردني على أن التواصل والتنسيق مع المجلس الوطني الانتقالي الليبي هو "أمر هام وضروري"، لضمان الانسياب الآمن والأمثل للمساهمات الإنسانية والطبية، فضلاً عن أهميته في ضمان حماية أبناء الشعب الليبي، والمساعدة في تمكينه من تقرير مستقبله بحرية. وأشار جودة إلى أن الأردن بصدد تعيين مبعوث دائم في مدينة بنغازي، لتعزيز التنسيق مع المجلس، "تحقيقا لهذه الغايات، التي تضع نصب عينيها مصلحة الشعب الليبي الشقيق، وتصون وحدة ليبيا واستقلالها." من جانبه، عبر جبريل عن شكر المجلس الوطني الانتقالي للعاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، على مواقفه نحو ليبيا، مشدداً على الأهمية الكبيرة التي يوليها المجلس الوطني الانتقالي للتنسيق المستمر مع الأردن. ---------------انتهى ----------------