قال مسؤول دبلوماسي أمريكي كبير إن الولاياتالمتحدة وجّهت دعوة للمجلس الوطني الانتقالي الليبي المعارض لإرسال ممثل دائم له الى واشنطن لانها لم تعد تتعامل مع القذافي وحكومته. اطفال يعتلون ظهر دبابة لقوات القذافي دمرها الثوار في مصراته «رويترز» وكان جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الامريكية لشؤون الشرق الادنى والذي التقى مع قادة المعارضة الليبية في مدينة بنغازي هو أكبر مسؤول أمريكي يسافر الى معقل المعارضين منذ أن خرج شرق ليبيا عن قبضة حكم القذافي في فبراير. وعلى عكس فرنسا لم تعترف الولاياتالمتحدة بشكل كامل بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي كممثل لشعب ليبيا.. وقال الرئيس الامريكي باراك أوباما الاسبوع الماضي ان المجلس شرعي ويتحلى بالمصداقية. وقال فيلتمان: من المهم أن يفهم القذافي إنه لن يحدد مستقبل ليبيا وانما شعب ليبيا هو من سيقرر ذلك. وأضاف إن القذافي ليس له ممثل معترف به في واشنطن وانه لا يوجد ممثل أمريكي في طرابلس. وقال بعد اجتماع مع أعضاء بارزين في المجلس الوطني الانتقالي الليبي: توجيه دعوة رسمية للمجلس لإرسال ممثل الى واشنطن هو حجر الزاوية في علاقتنا وأنا سعيد بقبولهم عرضنا. وزارت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين أشتون بنغازي يوم الاحد وتعهّدت بدعم قيادة المعارضة. أعلن شلقم أن المعارضة الليبية لا تنوي إجراء مفاوضات مع القذافي، وقال: «على القذافي أن يتنحى ويوقف إطلاق النار.. إنه يقوم بإبادة الشعب الليبي. نحن، المعارضة الليبية، لا ننوي إجراء مفاوضات معه». وكان المعارضون الليبيون يأملون في الاطاحة بسرعة بالقذافي لكن قواته المسلحة الاكثر تنظيماً أوقفت تقدماً غرباً باتجاه طرابلس لقوات المعارضة غير المدربة جيداً والتي لا تملك المعدات اللازمة. ووصل الصراع الى حالة جمود. وتعهّدت واشنطن التي تقوم بدور قيادي في فرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا بدعم من الاممالمتحدة بتقديم المزيد من المساعدات والقروض حتى يتمكّن المعارضون من الصمود بينما تدفع باتجاه فرض حصار أكبر على حكومة القذافي في طرابلس. وقال فيلتمان للصحفيين: لا نتحدث مع القذافي ومن معه.. القذافي وطرابلس معزولان دولياً بشكل متزايد ويعمل المجلس الوطني الانتقالي بشكل متزايد مع المجتمع الدولي والعالم العربي. وأضاف إن الولاياتالمتحدة منحت مبلغ 5ر53 مليون دولار لعلاج الازمة الانسانية التي سببتها الحرب و25 مليون دولار أخرى في شكل امدادات عسكرية غير قتالية. وقال فيلتمان: هناك المزيد في يونيو.. ونحن نركز في هذه النقطة على المساعدات غير القتالية.
الأردن يعترف بالمجلس الانتقالي وفي عمان اعلن وزير الخارجية الاردني ناصر جودة الثلاثاء ان بلاده تعتبر المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا «الممثل الشرعي للشعب الليبي»، مشيراً الى ان الأردن بصدد تعيين مبعوث دائم في بنغازي. وقال جودة في اتصال هاتفي مع محمود جبريل رئيس اللجنة التنفيذية في المجلس الوطني الانتقالي المكلف بالعلاقات الخارجية ان «الاردن يعتبر هذا المجلس ممثلاً شرعياً للشعب الليبي والمحاور الشرعي الذي يعبر عن تطلعاته المشروعة». واضاف جودة في تصريحات اوردتها وكالة الانباء الاردنية الرسمية (بترا) ان «التواصل والتنسيق مع المجلس الوطني الانتقالي الليبي هو امر هام وضروري لضمان الانسياب الآمن والامثل للمساهمات الانسانية والطبية التي يقدمها الاردن فضلا عن اهميته في ضمان حماية ابناء الشعب الليبي والمساعدة في تمكينه من تقرير مستقبله بحرية». وتابع انه «لهذه الاعتبارات فان الاردن بصدد تعيين مبعوث دائم في مدينة بنغازي لتعزيز التنسيق مع المجلس تحقيقاً لهذه الغايات التي تضع نصب عينيها مصلحة الشعب الليبي الشقيق وتصون وحدة ليبيا واستقلالها».
روسيا: المجلس الوطني «شريك شرعي في الحوار» وفي موسكو صرح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الثلاثاء بأن بلاده تعترف بالمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا «شريكاً شرعياً في المحادثات حول مستقبل ليبيا». وقال لافروف: «التقيت بممثل المجلس الوطني الانتقالي الليبي عبد الرحمن شلقم.. وخلال المباحثات، أكد شلقم أن المجلس لا يطلب الاعتراف به ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب الليبي وإنما يطلب بالاعتراف به شريكاً شرعياً في المحادثات حول مستقل ليبيا». وأوضح لافروف «أن اللقاء جرى على هذا الأساس». وأكد شلقم الإثنين على التوصّل إلى تفاهم بين المعارضة الليبية وروسيا في قضية الاعتراف بحكومة المعارضة في بنغازي. وقال للصحفيين في ختام مباحثاته مع لافروف في موسكو الثلاثاء: «هناك تفاهم في قضية الاعتراف بحكومة المعارضة في بنغازي.. استقبلني وزير الخارجية الروسي في موسكو.. هذا دليل على دور المجلس ومكانته». وأعلن شلقم أن المعارضة الليبية لا تنوي إجراء مفاوضات مع القذافي، وقال: «على القذافي أن يتنحى ويوقف إطلاق النار.. إنه يقوم بإبادة الشعب الليبي.. نحن، المعارضة الليبية، لا ننوي إجراء مفاوضات معه». وأضاف إنه طالما بقي القذافي في السلطة، فلا يمكن الحديث عن بدء حوار وطني بين أطراف النزاع. وأعلن شلقم أنه يتعيّن على القذافي أن يرحل «على غرار زين العابدين بن علي وحسني مبارك ومغادرة البلاد إذا سنحت الفرصة».
وزير الخارجية الألماني يدافع عن موقف بلاده وفي بروكسل دافع وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله مجدداً عن موقف بلاده من التعامل مع الملف الليبي وامتناعها عن التصويت على قرار مجلس الأمن بشأن فرض حظر جوي على ليبيا. وقال فيسترفيله الثلاثاء في بروكسل: «أتوصل دائماً إلى نفس النتيجة بأننا اتخذنا القرار المتوازن الصحيح». وأضاف الوزير الألماني: «اعتمدنا من البداية على عملية سياسية.. نعتقد أن التدخّل العسكري يتعيّن أن يكون الخيار الأخير دائماً» مؤكداً أنه يرى أنه من المهم الحفاظ على «ثقافة التحفظ العسكري لألمانيا». ونفى فيسترفيله أن تكون ألمانيا تعرضت للعزلة بعد امتناعها عن التصويت على القرار وقال: "معظم الدول الأوروبية لم تتدخل عسكريا في ليبيا".