قال علي الخضير المدير العام لشركة غاز الجنوب العراقية الحكومية ان العراق الذي يواجه صعوبات بسبب انقطاعات الكهرباء يقوم حاليا بتركيب معدات لضغط الغاز للاستفادة من الكميات الضخمة من الغاز المصاحب التي يجري حرقها في الحقول النفطية جنوبي البلاد. وقال الخضير لرويترز في مقابلة يوم الاحد ان العراق يأمل في ابرام اتفاق للغاز بقيمة 12 مليار دولار مع رويال داتش شل المدرجة في بورصة لندن في أقرب وقت ممكن. ويعمل العراق لاستكمال اتفاق مشروع مشترك بين غاز الجنوب وشل وميتسوبيشي اليابانية منذ توقيع اتفاق مبدئي في 2008. ومع تزايد الغاز المصاحب للانتاج النفطي المتزايد من الحقول الجنوبية في العراق تنامت الضغوط لايجاد حل. وفي الوقت الحاضر يجري حرق الغاز المصاحب لعدم وجود بنية تحتية لتخزينه. وقد تتيح صفقة شل الاستفادة من أكثر من 700 مليون قدم مكعبة يوميا من الغاز الذي يشتد الاحتياج اليه في توليد الكهرباء. وقال الخضير ان المعدات الجديدة التي يجري تركيبها في المرحلة الاولى من حقل غرب القرنة قد يبدأ تشغيلها بحلول منتصف 2012. واضاف أنه سيتم تركيب معدات جديدة في حقل الزبير بحلول النصف الثاني من العام الجاري بينما ستبنى منشات اضافية للغاز أيضا لحقل الرميلة. وتابع "سواء مضى الاتفاق مع شل قدما أم لا فاننا لن نقف مكتوفي الايدي. ربما يتم الاتفاق وربما يتوقف عند مرحلة معينة لكن هذا لا يعني أن تتوقف شركة غاز الجنوب عن العمل." وقال الخضير ان حقول البصرة الجنوبية تنتج 1.1 مليار قدم مكعبة يوميا من الغاز المصاحب لانتاج النفط الخام ويتم الاستفادة من 40 في المئة فقط من هذه الكميات. وستعالج المعدات الجديدة بعض كميات الغاز المصاحب لانتاج النفط وستدخل في نصيب العراق في المشروع المشترك مع شل وميتسوبيشي عندما يستكمل الاتفاق. وسيملك العراق حصة 51 في المئة في المشروع المشترك الجديد. ويحتاج العراق لتحديث منشات ضغط الغاز القائمة نظرا لتقادم معظمها وبناء مصانع للمعالجة لاستخدام الغاز المصاحب وذلك في اطار خطته لزيادة انتاج الكهرباء لتلبية الطلب. ويجري تطوير المرحلة الاولى من حقل غرب القرنة على يد اكسون موبيل الامريكية بشكل رئيسي بينما تعد ايني الايطالية المشغل الرئيسي لحقل الزبير وتقوم بي.بي البريطانية مع سي.ان.بي.سي الصينية بتطوير حقل الرميلة. وقال الخضير ان معدات الغاز الجديدة في غرب القرنة لن تكون قادرة على استخدام انتاج الغاز الحالي بأكمله "لكنها ستمدنا على الاقل بالغاز المسال ومنتجات أخرى نحتاجها لتوليد الكهرباء" يتم استيرادها حاليا. وتابع "خطتنا في هذه المرحلة هي أن تغطي جميع المعدات التي تم شراؤها والتعاقد عليها كميات الغاز التي تحترق الان حتى يستكمل اتفاق شل." ووقع العراق مجموعة من الاتفاقات مع شركات نفطية أجنبية تهدف الى زيادة طاقته الانتاجية الى 12 مليون برميل يوميا بحلول عام 2017 من 2.7 مليون برميل يوميا حاليا لينافس بذلك السعودية اكبر مصدر للنفط في العالم. ويرى معظم المحللين ان انتاج ستة الى سبعة ملايين برميل يوميا هدف أكثر واقعية. ومن المتوقع أن يصل انتاج الغاز المصاحب لصفقات النفط التي أرساها العراق في مزادين في 2009 الى نحو ثمانية ملايين قدم مكعبة يوميا. ويتوقع العراق أن يصل انتاج النفط الى ثلاثة ملايين برميل يوميا بنهاية العام الحالي و3.3 مليون برميل يوميا في 2012 و6.5 مليون برميل يوميا في 2014. وقال الخضير "وفقا للعقود التي وقعت في جولات المزادات فان انتاج الغاز سيزيد بكميات كبيرة... نحتاج أموالا كثيرة للاستفادة منه. نحتاج محطات ضغط ومصانع للغاز ومصانع لانتاج الغاز المسال والمزيد. "اذا لم تستطع الحكومة أن توفر لنا الاموال فان علينا أن نتفق مع شركات دولية لتنمية الغاز في الجنوب." ولا يطلب من الشركات التي تقوم بتطوير حقول النفط في الجنوب وفقا للمرحلة الاولى من المزادات في 2009 - وهي الرميلة والزبير والمرحلة رقم واحد في غرب القرنة - أن تتعامل مع الغاز المصاحب. وستجمع شل من خلال الصفقة التي توقفت في الماضي نظرا لعقبات قانونية ومعارضة سياسية الغاز من هذه الحقول الثلاثة فقط. وينبغي استكمال المسودة النهائية للاتفاق ويوافق عليها مجلس الوزراء قبل توقيعها. وسيتم استخدام الغاز بمقتضى الاتفاق بشكل رئيسي في توليد الكهرباء والاستهلاك المحلي مع خيار تصدير الفائض. ويواجه العراق صعوبات منذ سنوات نظرا لانقطاعات الكهرباء وقال الخضير انه يأمل في استكمال الاتفاق مع شل في أقرب وقت ممكن.