خاضت شرطة مكافحة الشغب البحرينية معارك ضارية مع شبان يرشقونها بالقنابل الحارقة يوم الاحد وسط تصاعد أعمال العنف قبل الذكرى الاولى لانتفاضة العام الماضي والتي توافق 14 فبراير شباط في حين انتقد ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى ال خليفة المعارضة بسبب ماوصفه بسلوكها السييء. وأغلق شبان الشوارع في قرية سنابس ووصفوا الشرطة بانهم "جبناء" و "مرتزقة" لان من المعتقد ان بعضهم من باكستان أو اليمن. وصاح شرطي في وجه المواطنين وطالبهم بالدخول الى منازلهم. وقال "هذا التجمع غير قانوني." وألقى شاب اربع قنابل حارقة من مسافة نحو 30 مترا باتجاه مجموعة من الشرطة التي ردت باطلاق وابل من قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع . وأغلقت معظم المحلات التجارية ابوابها في المنطقة التي اكتظت بالحواجز المقامة على الطرق والشعارات المناهضة للحكومة. وخرج بحرينيون معظمهم من الاغلبية الشيعية في باديء الامر الى الشوارع في فبراير شباط العام الماضي مستلهمين روح الانتفاضات الشعبية العربية لكن الحكومة فرضت الاحكام العرفية واخمدت الاضطرابات بمساعدة قوات سعودية في مارس اذار. وتجددت المظاهرات بعد رفع حالة الطوارئ في يونيو حزيران وتصاعدت قبل الذكرى السنوية لاحتجاجات عام 2011. والبحرين حليف للولايات المتحدة وتستضيف الاسطول الخامس للبحرية الامريكية الذي يقوم باعمال دورية في الخليج. ويحكم البحرين عائلة سنية لكن معظم شعبها من الشيعة مما يضعها على خط الصراع على النفوذ الاقليمي بين السعودية السنية وايران الشيعية. وتتهم عائلة ال خليفة ايران باثارة الانتفاضة. وتنفي طهران القيام بأي دور كما تنفي جماعات شيعية بحرينية تلقيها اي دعم من الخارج. واتهم ملك البحرين في حديث لمجلة دير شبيجل الالمانية معارضيه بترديد هتافات مؤيدة للزعيم الاعلى الايراني اية الله علي خامنئي. ونقلت دير شبيجل عن حمد قوله في الحديث الذي تنشره بالكامل يوم الاثنين ان هتافات المحتجين بسقوطه لا تعد سببا يدعو لسجنهم وقال "هي فقط قضية تصرفات. ولكن عندما يصيحون 'يسقط الملك ويعيش خامنئي' فهذا يعد مشكلة بالنسبة للوحدة الوطنية." وقال الملك في المقتطفات التي نشرت من المقابلة ان بلاده ليس بها معارضة من كتلة واحدة لها نفس الرؤى "فمثل هذا الشئ ليس موجودا في دستورنا لكن هناك أناسا لهم وجهات نظر مختلفة وهذا أمر لا بأس به." وشملت تحركات المعارضة مسيرات نظمتها احزاب المعارضة بموافقة الحكومة بالاضافة الى احتجاجات في الشوارع يدعو اليها ناشطون على الانترنت تحت عنوان ائتلاف شباب 14 فبراير شباط والتي عادت ما تؤدي الى اشتباكات مع الشرطة. وقال ناشط كان يحمل حجرا كبيرا ويخفي وجهه بوشاح ان الاشتباكات جاءت نتيجة الاجراءات التي اتخذتها الشرطة ضد المحتجين المسالمين. وقال "جلسنا اليوم خارج منازلنا كطريقة سلمية للاحتجاج. ثم بدأ القمع من قبل قوات خليفة مما اضطرنا الى التصدي لهم. كان هذا امام منازلنا. انهم هم الذين دخلوا بسياراتهم." وتصف الحكومة هذه الاشتباكات بانها اعمال همجية يقوم بها شبان يعرضون الشرطة وارواح بحرينيين اخرين للخطر. وتطالب احزاب المعارضة البحرينية واغلبها كتل شيعية بمنح البرلمان البحريني المنتخب السلطة لتشكيل الحكومة. ويشكو الشيعة من التهميش السياسي والاقتصادي من جانب النخبة السنية الحاكمة التي لا تريد تقاسم السلطة. وتنفي الحكومة ذلك وتقول انها مستعدة للاصلاح. وخلال المقابلة دافع ملك البحرين عن فرض القوانين العرفية العام الماضي والتي قال ان الهدف منها كان حماية النساء والاجانب الذين تعرض بعضهم لهجمات. وقال ان النساء في البحرين شعرن بالذعر "ومن الواجب على أي رجل محترم أن يحمي النساء ولهذا كان لا بد علي أن أحميهن." ومع انتهاء الاحكام العرفية كان 35 شخصا قد قتلوا من بينهم محتجون ورجال شرطة ومحتجزون شيعة واجانب. ووصل عدد القتلى نتيجة الاشتباكات المستمرة الى اكثر من 60 قتيلا رغم ان الحكومة تشكك في اسباب وفاة الكثير منهم. وقال ملك البحرين ايضا انه طلب المساعدة العسكرية من مجلس التعاون الخليجي - واغلبها من قوات سعودية - لحماية "المنشات الاستراتيجية في حالة أن أصبحت ايران أكثر عدائية." واجرت الحكومة بعد الاضطرابات بعض الاصلاحات ومنحت البرلمان المنتخب المزيد من السلطات للرقابة على الوزراء وعلى الميزانية.