عقدت الجمعية السعودية الخيرية لمكافحة السرطان مؤخراً الاجتماع الأول للمتعافين من مرض السرطان مع مرضى السرطان المنومين بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالجناح الشرقي من المستشفى، حيث يعد هذا الاجتماع من منطلق دعم الجمعية لبرامج الدعم النفسي للمرضى. الاجتماع شهد حضور متميز من قبل عدد من المشاركين والمشاركات، حيث تم تبادل خلاله الحديث بين المصابين بالمرض والمتعافين بعد توفيق الله من هذا المرض وذلك من خلال ذكر رحلة علاج المتعافين، وذكر تجاربهن مع المرض بما في ذلك عرض تساؤلاتهن في التعامل مع المرض.
هذا وقد تخلل الاجتماع محاضرة توعوية قام بتقديمها الأستاذ حمد بن محمد الحميزي مشرف تطوير بالإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة الرياض واختصاصي التدريب بجمعية الكشافة العربية السعودية، تحدث فيها عن أسباب السعادة الحقيقة للإنسان وذلك من خلال ذكر نعم الله التي انعم بها عليه عند الإصابة بهذا المرض وما يسره الله له في هذا البلد المبارك من توفر العلاج والإقامة المجانية ومتابعة طبية مستمرة ، مؤكداً أن هذه الخدمات لم تتوفر لأمثاله في دول العالم .
وأسترسل الحميزي أن على العبد الأخذ بالأسباب وعدم ترك سبب وإهمال آخر مؤكداً الحرص على التداوي الطبي وعدم إهمال هذا الأمر أو التهاون فيه والرقية الشرعية والصدقة بشقيها المادي والبدني والإلحاح على الله بالدعاء، مبيناً أن التفاؤل سمه طيبه من أهم السمات التي يجب أن يزرعها المريض في نفسه وهي من أسباب الشفاء بإذن الله بما في ذلك إحسان الظن بالله عز وجل وعدم الجزع والقنوط من رحمته.
من جانبه قام المتعافي بندر الدحيم بتقديم كلمة للمرضى تحدث فيها عن قصته التي عايشها مع المرض والتي روضت نفسه على تقبلها حتى أصبح ينظر إليها كعادة يومية وشاء الله عز وجل فشفاه من هذا المرض مؤكداً أن مرض السرطان بلاء من الله عزّ وجلّ، و على جميع المرضى تدبر هذا الحديث: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الرجل ليكون له عند الله المنزلة فما يبلغها بعمل فلا يزال الله تعالى يبتليه بما يكره حتى يبلغه إياه))، فالبلاء والمحن وإن كانت في ظاهرها قاسية ومؤلمة إلا أنها بلاء من الله لتكفير الذنوب وزيادة في الأجر إن شاء الله، فلا يضيّع الإنسان الأجر من بين يديه بقلة صبره وكثرة سخطه. وفي نهاية الاجتماع قدم المرضى وذويهم شكرهم وتقديرهم للجمعية على ما تقوم به من دعم ومساندة وذلك للتخفيف عنهم ومؤازرتهم، كما تسلم الأستاذ حمد الحميزي شهادة شكر وتقدير من الجمعية تقديراً على جهوده في نجاح هذا الاجتماع الذي كان له الأثر الشديد في نفوس المرضى وذويهم.