ستكون الحركات الاحتجاجية الشعبية في «الربيع العربي» وعملية السلام في الشرق الاوسط محور مؤتمر سفراء فرنسا من الاربعاء الى الجمعة في باريس. ولهذا الاجتماع السنوي الذي يشارك فيه مئتا سفير فرنسي في العالم، «بعد خاص» بحسب مصدر دبلوماسي بعد اسبوع على استيلاء الثوار الليبيين المدعومين من باريس على طرابلس. وتنظم فرنسا اول دولة اعترفت مطلع اذار بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي، مؤتمرا لاصدقاء ليبيا الخميس بحضور خمسين بلدا لمواكبة وضع الاسرة الدولية لخارطة طريق للمرحلة الانتقالية في ليبيا. واعلنت باريس ايضا اعادة فتح قريبا سفارتها في طرابلس التي اغلقت منذ نهاية شباط. وسيشارك الدبلوماسي انطوان سيفان الذي يمثل فرنسا لدى المجلس الوطني الانتقالي في بنغازي (معقل الثوار شرقا) في اجتماع الوزراء وفي مؤتمر اصدقاء ليبيا. وانتصار الثوار الليبيين نصر للدبلوماسية الفرنسية التي تعرضت لانتقادات شديدة لبطئها في مواكبة الثورة في كل من مصر وتونس. ومنذ تعيينه في نهاية شباط وزيرا للخارجية، يؤكد الان جوبيه مرارا عزم فرنسا على الدفاع عن تطلعات شعوب دول شمال افريقيا والشرق الاوسط لارساء الديموقراطية. وكانت اول زيارة له الى الخارج قادته في اذار الى القاهرة بعد ان خلف ميشال اليو ماري التي اقترحت على الرئيس التونسي زين العابدين بن علي «خدمات» الشرطة الفرنسية قبل ثلاثة ايام من سقوط نظامه. واقر جوبيه الذي رفض مرارا الانتقادات الموجهة الى الدبلوماسية الفرنسية، بان باريس «تأثرت لفترة طويلة بالذين كانوا يقولون ان الانطمة المستبدة هي افضل حصن ضد التطرف». وعلى جدول اعمال مباحثات السفراء ايضا عملية السلام في الشرق الاوسط واعمال الجمعية العامة للامم المتحدة التي تبدأ في نيويورك في 13 ايلول ويعتزم خلالها الفلسطينيون المطالبة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية. وافاد مصدر دبلوماسي انه يتوقع ان يتحدث الرئيس نيكولا ساركوزي الذي يفتتح الاربعاء المؤتمر، وجوبيه عن هذه النقطة. وحتى الان اكدت السلطات الفرنسية انها ترغب في استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين و»تفادي مواجهة دبلوماسية (في الاممالمتحدة) ستأتي بنتائج عكسية» حسبما قال برنار فاليرو المتحدث باسم الخارجية الفرنسية. كما سيناقش الدبلوماسيون الفرنسيون قمة مجموعة العشرين ملتقى ابرز الدول الغنية والناشئة في الثالث والرابع من تشرين الثاني في كان (جنوب شرق فرنسا) واليورو والبناء الاوروبي مع وزيري الاقتصاد فرنسوا باروان والشؤون الاوروبية جان ليونيتي. كما سيبحثون في قضايا الهجرة والبيئة والتنمية مع وزراء الداخلية كلود غيان والبيئة نتالي موريزيت والتعاون انري دو رينكور.