هددت الحكومة الفرنسية، على لسان وزير الداخلية مانويل فالس، امس الخميس بطرد الإسلاميين المتطرفين والأجانب الذين يشكلون خطراً على النظام العام في فرنسا. وقال فالس الذي يعتبر أيضاً وزير الشؤون الدينية: "لن أتردد في طرد الذين يعلنون انتماءهم إلى الإسلام لكنهم يشكلون خطراً كبيرا على النظام العام، والأجانب الذين هم في بلادنا ولا يحترمون قوانيننا وقيمنا". وأضاف فالس، أثناء تدشين جامع في ستراسبورغ (شرق فرنسا) والذي يعد أكبر جامع في البلاد، أحذر "المتواجدين على أرضنا ويتحدون قوانيننا والنيل من أسس مجتمعنا، لأنهم لن يبقوا فيها". وتابع فالس: إن "الإسلام ليس عنصريا ولا أصوليا"، منوها ب"حكمة مسؤولي الديانة الإسلامية" الذين دعوا المسلمين إلى الهدوء، مشيدا ب"البصيرة والنضج اللذين تحلى بهما مسلمو فرنسا" بعد بث الفيلم المسيء للإسلام والرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد. وتم تدشين جامع ستراسبورغ في أجواء لا تزال متوترة بعد الفيلم المسيء للإسلام، الذي أثار استنكار المسلمين والرسوم الكاريكاتورية التي نشرتها مجلة شارلي أيبدو الساخرة. أكبر جوامع فرنسا بتمويل عربي ويتسع جامع ستراسبورغ الجديد، الذي بني على مسافة تقل عن كيلومترين عن كاتدرائية في المدينة، لنحو 1500 مصلٍّ، وتبلغ مساحة المصلى 1300 متر مربع وهو الأكبر في فرنسا، وتعلو الجامع قبة نحاسية قطرها 16 متراً، لكن ليس فيه مئذنة. وبلغت تكاليف مشروع جامع ستراسبورغ الذي يعود إلى 1993 نحو 10.5 مليون يورو، منها 26% مولتها المؤسسات المحلية العامة، و37% الحكومة المغربية و13% السعودية والكويت. ويتراوح عدد الجالية الإسلامية في منطقة ستراسبورغ بين 40 إلى 60 ألف شخص، أي ما بين 8 إلى 12% من مجمل السكان، وكانوا يؤدون الصلاة في عدة مصليات معظمها بسيطة، لأن سابع كبرى المدن في فرنسا لم يكن فيها جامع كبير. وشدد فالس في هذا السياق على أنه "حان الوقت كي يتحمل مسلمو فرنسا مسؤولياتهم كاملة وينتظموا"، لمعالجة "المشاكل الحقيقية" مثل تمويل أماكن العبادة وتأهيل الأئمة والمشرفين على أماكن العبادة.