عائلة نصار الفلسطينية التي تعيش حياة بدائية من دون كهرباء وماء بقرية حناين في الضفة الغربية حولت ظروف حياتها القاسية إلى تجربة إنسانية فريدة، استقطبت تعاطف الزائرين من مختلف دول العالم. وبمساعدة بعض المتطوعين الأجانب تقوم أم ظاهر وبالطريقة البدائية التي تعلمتها منذ سكنت هذا المكان، بإعداد مربى الدبس، أشهر الأطعمة التقليدية التي تصنع في هذه المنطقة، والدبس هو عنب يُعصر ويُصفى وبعدها يوضع فوق النار بدون سكر أو أشياء أخرى. وأُجبرت عائلة نصار على العيش فوق قمة جبل بشكل بدائي، الذي تكيفت معه منذ مئة عام، فالمستوطنات تحاصر المكان من الجهات الأربع، وتمنع وصول الماء والكهرباء. كما تم منع العائلة من بناء منزل والاستغناء عن مغارة سكنتها منذ مئة عام، حيث سكنها جد العائلة ولم يكن وقتها لا ماء ولا كهرباء، واليوم ها هي العائلة تعود إلى هذه المغارة مرة أخرى. وتعاني عائلة نصار منذ 21 عاماً من صراع قضائي ضد الاحتلال الإسرائيلي، الذي يريد الاستحواذ على الأرض. لكن هذه الظروف القاسية، لم تمنع العائلة من تسويق نفسها عالمياً، فقد بدأ متطوعون أجانب يفدون إلى المكان، ليس بغرض التضامن، فحسب بل لتجربة هذا الشكل من الحياة. مثال ذلك، فرانسيسكا، فتاة ألمانية تركت رغد العيش في بلادها واختارت تجربة حياة جديدة هنا في حناين، وهي الآن تعد الطعام لزملائها بالطريقة التقليدية. ويمضي المتطوعون هنا أشهراً طويلة ويتعلمون طرق التكيف مع هذه الظروف، فيعدون طعامهم بأنفسهم، ويعملون في الأرض، ويقومون بنشاطات أخرى تضفي على المكان رونقاً خاصاً، وفي الوقت نفسه تحميه أيضا من الاحتلال.