طالبت فتيات سعوديات بتعليمهن فنون استخدام السلاح في نوادٍ متخصصة تشرف عليها كوادر نسائية، وتقنينها بما يتناسب مع عادات وتقاليد المجتمع السعودي، لمواجهة الظروف والأزمات التي قد تعصف بهن وأسرهن. خاصة مع تزايد العمالة السائبة وكثرة جرائمهم، وكثرة حالات السطو على المنازل وسرقتها من قِبل المجرمين. وتقول الطالبة الجامعية نورة الأسمري إن الرماية حق للفتاة لتدافع عن نفسها وأسرتها خاصة مع الظروف الحالية من كثرة العمالة السائبة، مطالبة المسؤولين بإيجاد مراكز متخصصة لتعليم الفتيات مهارة الرماية ليدافعن عن أنفسهن، من قِبل مدربات، وذلك في فترات الإجازات الصيفية والعطل الأسبوعية. ويرى المعلم يوسف آل بهيش أنه لا مانع من تعلم الفتاة فنون الرماية وإيجاد نوادٍ متخصصة لذلك، مبيناً أن النساء في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم شاركن في الحروب، كمحاربات وممرضات ومساندات بأنفسهن وأموالهن. وتمنى العسكري المتقاعد محمد ظافر أن تكون المراكز خاصة بالجنسين، حيث إن كثيراً من أبناء الجيل الحالي لا يعرفون فنون السلاح، مشيراً إلى أنها بادرة جميلة لو تحققت، تؤمّن للشباب ثقافة تلك الرياضة المستمدة من الدين الإسلامي. اعتداء على المنازل وقالت المعلمة نادية السالم إن تعليم الرماية للفتيات السعوديات منعطف يجب أن يتحقق، وأضافت "كم هو جميل أن تعطى الفتاة ثقة بنفسها، وتشارك الرجل هموم الحياة، خاصة مع كثرة الحوادث التي نسمع عنها، من محاولات الاعتداء على المنازل بغرض السرقة، دون أن تكون هناك أي مقاومة من أصحاب المنزل، فلو كانت الفتاة أو حتى الشباب يملكون تلك المهارة لما نتج عن الأمر حوادث نشاهدها عبر الصحف والقنوات الفضائية". وبينت الأرملة فاطمة القاسم (80 عاماً) أنها تعلمت من والدها حمل السلاح منذ ما يقارب الستين عاماً، وقد شاركت أسرتها في فك وتركيب البندقية، مبينة أن السلاح كان صديقاً لها أثناء رعيها للأغنام. وأضافت "لا تكاد أي امرأة بدوية تخلو من السلاح في تلك الحقبة الزمنية، حيث إنه الحارس الشخصي لها في البراري والجبال، تدافع به عن نفسها، خاصة عند غياب زوجها". وأكد الاختصاصي النفسي علي الشمري، وهو عضو لجنة الحماية الاجتماعية في جدة، ل"الشرق" أن فكرة إقامة نواد لتدريب الفتيات على استخدام الأسلحة أمر غاية في الأهمية. وقال "أتمنى أن يتم ذلك عاجلاً، إلى جانب تعليمهن مهارات توكيد الذات، بحيث لا تكون عدوانية، وتطالب بحقوقها كاملة، وتعبر عن أفكارها دون تردد، ودون المساس بحقوق الآخرين إلى جانب التخلص من البرمجة السلبية القديمة التي تصور الفتاة وكأنها ضعيفة لا حول لها ولا قوة". ونوّه الشمري إلى كثرة تفشي جرائم العنف والمخدرات وغيرها، مشيراً إلى أن تعليم الفتاة مهارات الرماية في ظل هذه الأجواء مهم جداً لحماية نفسها، محبذاً تعليم الفتيات للكراتيه والجودو والتايكوندو وغيرها، بالإضافة إلى تدريبهن على المهارات العقلية في الأوقات الحرجة. وأوضح الباحث في الدراسات الإسلامية ومكافحة الإرهاب والتطرف عسكر العسكر، أن تعليم الفتاة لفنون السلاح بغرض دفاعها عن نفسها جائز شرعاً، مستنداً على قول عمر – رضي الله عنه – "علموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل". مشترطاً أن يكون ذلك في حدود الشرع، وأن لا يخدش حياء المرأة، وتخصيص أماكن معينة لتدريبها. وذكر مدير سجون منطقة المدينةالمنورة محيا السحيمي، أن حمل السلاح خاص بالرجال دون النساء من حيث التعليم والتدريب. وأشار إلى الوظائف التي تشغلها النساء في الجوازات والسجون، حيث يتم تدريبهن على كيفية التعامل مع النزلاء في حال الإنقاذ والإسعافات الأولية، وأضاف "لا يوجد نظام يسمح بتعليم الفتيات استخدام الأسلحة، حيث إن بلدنا آمن، ولسنا كالدول التي تكثر فيها الحوادث".