سلط نائب الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الدكتور فهد بن سلطان السلطان الضوء على دراسة حديثة بعنوان " واقع الحوار الأسري .. قياس للرأي العام " قام بها المركز مؤخراً وكشفت أن 50 بالمائة من الأبناء في المملكة العربية السعودية لا يشاركون أسرهم في تناول القضايا المهمة. وأوضح السلطان في المؤتمر الذي عقده اليوم بمقر المركز بالرياض وشاركه كل من مدير عام إدارة الدراسات والبحوث والنشر بالمركز الدكتور محمد بن عبدالله الشويعر ومستشار المركز غير المتفرغ الدكتور علي بن محمد الجمعة أن المركز قام بإجراء سبع دراسات لقياس الرأي وقدم العديد من الحقائب التدريبية في مختلف القضايا التي تهم الأسرة والمجتمع . وبين الدكتور السلطان أن الدراسة أجريت على 5 آلاف فرد في مختلف مناطق المملكة ال 13 واستغرقت حوالي سنتين من بداية توزيع الاستبانات إلى آخر مراحل الدراسة . وبينت الدراسة تأييد أكثر من 50 في المائة من العينة محل الدراسة التزام الصمت حيال المواضيع الحساسة في داخل الأسرة وهو ما يعني عدم مشاركتهم في القضايا والحوارات المهمة في داخل أسرهم كما أكد نحو 36 في المائة من أفراد العينة إرتفاع الأصوات أثناء النقاش مع الأسرة وهو ما يوضح أن هناك مشكلة في التواصل اللفظي مع الأبناء داخل الأسر السعودية . وتطرقت الدراسة التي تم إعدادها وفق خمسة محاور رئيسية وهي محور قياس مستوى التواصل الأسري ومحور قياس دور الأب من وجهة نظر الأبناء ومحور قياس دور ربة المنزل من وجهة نظر الأبناء ومحور قياس مستوى ثقافة حوار الأبناء ومحور مستوى الحوار داخل الأسرة من وجهة نظر أولياء الأمور إلى دور الأم في تقريب وجهات النظر بين المتحاورين . وأكدت الدراسة أن نحو 64 في المئة وافقوا على أن تكون الأم وسيطا للحوار مع والدهم فيما أجمع نحو 70 في المائة من عينة الدراسة من الأبناء بوجود تأثير كبير من الأم على رأي الأب في القضايا التي تخص الأبناء . وأفادت أن 69 في المائة من أفراد عينة الدراسة أفادوا عن تواصل والدتهم معهم أثناء وجودهم خارج المنزل وهو ما يعطي دلالة على الاهتمام والمتابعة من ربة المنزل فيما أكد نحو 55 في المائة من العينة بأن الأم تهتم بهم أكثر من الأب وذلك بحكم قربها معهم وتواصلها أكثر من الأب . واهتمت الدراسة التي أعدها فريق علمي متخصص في العوامل المؤثرة في ثقافة الحوار داخل الأسرة بطرح عدة عوامل ثقافية تبين مدى قوة تأثيرها في الحوار داخل الأسرة وتبين تأثير عامل التعليم والمدرسة والزملاء والأصدقاء والمساجد ووسائل الإعلام بشكل ملحوظ في ثقافة الحوار داخل الأسرة وتدني تأثير بعض العوامل التي كان من شانها أن تعزز ثقافة الحوار داخل الأسرة وان تكون رائدة في هذا المجال مثل الأنشطة الثقافية والندوات ومراكز الاستشارات الأسرية ومراكز التدريب . وخلصت الدراسة إلى عدد من النتائج التي يمكن الاسترشاد فيها في مجال تعزيز الحوار الأسري حيث يرى نحو 50 في المئة من العينة أن النقاشات الاجتماعية تعزز ثقافة الحوار داخل الأسرة كما أيد نصف العينة أن الرحلات الجماعية الأسرية مهمة لما فيها من كسر للروتين الأسري وتخفيف الرتابة التي تعيشها الأسرة وتعزيز لثقافة الحوار . يذكر أن الدراسة الاستطلاعية " واقع الحوار الأسري داخل المجتمع السعودي .. قياس للرأي العام " التي أجرها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني جاءت في 264 صفحة من الحجم المتوسط. // انتهى //