تجمع مئات الشباب الليلة أمام مستشفى عرقة بالرياض، بعد أن بث أحدهم رسالة بجهازه البلاكبيري، يدعوهم فيها -على حد زعمه- إلى شن حملة على بعض الجن الذين يسكنون المستشفى المهجور. وبحسب شاهد عيان فقد اقتحم بعض الشباب مبنى المستشفى واعتدوا على بعض مكوناته قبل أن تحضر الأجهزة الأمنية المعنية إلى المكان لتسيطر على الوضع، وتحاول فتح الطرق التي أغلقت نتيجة الازدحام والتكدس. وبحسب شاهد عيان آخر لا تزال الطرق المؤدية إلى المستشفى مغلقة. كما أفاد أحد الشباب الموجودين في موقع الحدث أن بعض الشباب أشعلوا النيران في أحد الأمكنة خلف المستشفى، وتم استدعاء الدفاع المدني الذي لا يزال يباشر حتى حينه إطفاء هذا الحريق. الشباب يتندرون أثار التجمع الفوضوي عند المستشفى قرائح الكثير من الشباب، فقال أحدهم: "الحين كلهم رايحين له على أساس انهم اقوياء وكذا.. ولو يطلع لهم جني صدزي قسم بالله ان ينحاشون لدرجة احتمال يوصلون الشرقية!". وأضاف الشاب عبدالرحمن بحير على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر): "جني مستشفى عرقة، وكل القصص التي على شاكلته تؤكد أننا شعب يؤمن بالخرافات". وتندر ثالث ساخراً: "لو يدري بعض المسؤولين عن العالم اللي يروحون لمستشفى عرقة كان خلى الدخول بتذاكر!". أما سلطانة فأعربت عن رغبتها في الذهاب إلى موقع الحدث، قائلة: "ودي اروح له بس انا جبانه للاسف الشديد..". يذكر أن (الجزيرة أونلاين) سبق أن نشرت تقريراً إخبارياً عن شائعة وجود جن يسكن المستشفى المهجور منذ سنوات، والذي يمتد على مساحة 20 الف متر مربع، ويتكون من سبعة طوابق، وكان قد بني ليكون مستشفى للصحة النفسية، وكان يفترض بالمباني السكنية التابعة له أن تكون مأهولة بالحياة لا أن تسكنها الوحشة والخراب كما هو الحال الآن؛ إذ إن المبنى الذي علقت لوحاته لتدل على أنه مصح نفسي لم يعمل ولا لساعة واحدة منذ إنشائه قبل 26 عاماً، وظل كذلك حتى استشرت شائعة على الإنترنت تقول: "إن المبنى مسكون بالجن"، وهي الشائعة التي تحولت إلى تذكرة دخول للمتطفلين و(المغامرين) بل حتى المخربين الذين لم تنقطع زياراتهم حتى هذه اللحظة، وآخرها الليلة. وكان المتحدث الرسمي في الشرطة العقيد ناصر القحطاني قد ذكر: "كتبنا للشؤون الصحية للتصرف في هذا الأمر وتبيان موقفها من حراسة المبنى أو تشغيله أو ترميمه أو إغلاقه لكن لم يردوا علينا حتى الآن ولا نزال ننتظر الرد. وقد أتتنا عليه ملاحظات بأن هناك دخولا وخروجا عليه. وأنه مكان غير محروس وكتبنا كل ما لدينا للشؤون". وعما إذا كان من المحتمل إغلاق المكان ومداخله بالكامل أجاب: "نحن لا نملك حق إغلاق المكان لأنه منشأة حكومية تتبع لجهة حكومية". غير أن متحدث الشؤون الصحية سعد القحطاني قال: "معلومات المستشفى لدى وزارة الصحة وهو لا يتبع لنا وليس لدي معلومات عنه". بدورها نفت وزارة الصحة أن يكون مستشفى عرقة تابعا لها، وذكرت -على لسان متحدثها الدكتور خالد مرغلاني- أن المستشفى لا يتبع لوزارة الصحة، مؤكداً: "أنه يتبع لقطاع خاص ولم يكن مستشفى صحة نفسية، هو تابع للقطاع الخاص وكان يفترض أن يعطى للصحة ولم يتم ذلك ولم يدخل أبدا في نطاق وزارة الصحة". ونوافيكم لاحقاً بما يستجد من تفاصيل.