كشف لقاء جمع قيادات العمل الخيري بمنطقة مكةالمكرمة بأن 92% من المنظمات غير الربحية تقر بأنها لا تمتلك ما يكفي من موارد المنح البشري (التطوع)، في الوقت الذي أكدت فيه 97% من الجمعيات الخيرية والمؤسسات الاجتماعية رغبتها في تكرار المنح البشري لها. جاء ذلك خلال عرض مؤسس ومشرف عام غدن للإستشارات وبناء القدرات مدير مركز التميز لتطوير المؤسسات غير الربحية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور سالم بن أحمد الديني بعنوان "مبادرة المنح البشري" (Pro Bono) وذلك خلال اللقاءات التي عقدتها مؤسسة سليمان بن عبدالعزيز الراجحي الخيرية بجدةومكةالمكرمة والطائف بمشاركة أكثر من 300 جهة خيرية بالمنطقة. وكشف د. الديني بأن 20% من الموازنات التشغيلية للمؤسسات الخيرية ومؤسسات المجتمع يتم تغطيتها عن طريق المنح البشري، في حين أن قيمة دعم المتطوعين المهرة للعمليات العامة والتقنية والخدمات المهنية تكون أكبر من قيمة الأشكال الأخرى للعمل التطوعي بنسبة 500%. وأبان د. سالم الديني بأن مبادرة المنح البشري والتي أطلقتها غدن للإستشارات وبناء القدرات تعتمد على تطوع الشركات كدور رئيسي من أدوار المسؤولية الاجتماعية للشركات، من خلال استثمار الكفاءات البشرية من شركات القطاع الخاص والمتقاعدين بهدف بناء قدرات المؤسسات الخيرية والاجتماعية، مشيراً إلى مبادرة المنح البشري تنطلق من خلال قيام الموظفين المهنيين بأعمال تطوعية باستخدام تخصصاتهم المهنية ومهاراتهم الاساسية بدون أجر أو بمبالغ مخفضة للمنظمات التي تخدم الصالح العام، مستعرضاً أبرز المجالات التي يتم فيها المنح البشري مثل الموارد البشرية والتسويق إدارة التقنية والعمليات المالية والمحاسبية. وعدد د. سالم الديني أنواع التطوع والتي تبدأ بالتطوع العام والتطوع المهاري المتركز على التدريب ثم المنح البشري من خلال الاستشارات وأخيراً التمثيل لفاعل في مجالس الإدارة. واستعرض د. الديني الأدوار الواجبة على الجمعيات الخيرية من خلال إجراء مسح احتياجاتها من التخصصات والخبرات المهنية التي يحتاجها القطاع، إلى جانب العمل على تأهيل الجمعيات على تحديد احتياجاتها من الموارد البشرية، كما أبرز أدوار الشركات من خلال اخضاعها للبرنامج التأهيلي لتصميم برامج التطوع داخل الشركات وتصميم نموذج برامج تطوع الشركات ومسح المهارات والتخصصات الموجودة، مشدداً على أهمية بناء آلية ونماذج المنح وتصميم نموذج تصميم وبناء المشاريع بالشراكة مع الجمعيات والشركات وإنشاء قاعدة بيانات وطنية فضلاً عن أهمية مسح احتياجات القطاع الثالث من التخصصات المهنية واستشراف الاحتياج المستقبلي منها وتفعيل تطوع الشركات كجزء من أدوارها في المسؤولية الاجتماعية، إلى جانب العمل على تصميم مشاريع منح بشري لبناء قدرات القطاع الأفراد والفرق. يذكر بأن سلسلة اللقاءات التي نفذتها مؤسسة سليمان بن عبدالعزيز الراجحي الخيرية بمحافظات منطقة مكةالمكرمة بحضور ممثلي الجهات غير الربحية هدفت لتطوير مؤسسات العمل الخيري وتحقيق ريادة المنح الخيري والنمو المجتمعي وتمكين المستفيدين بأفضل الممارسات وتوعية وتثقيف الجهات الخيرية على أنماط المنح لتعظيم أثر المنح في تنمية المجتمع.