أكد نائب الأمين العام لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني الدكتور فهد بن سلطان السلطان أهمية مشاركة الشباب في العمل التطوعي والتي تعزز الانتماء للوطن وتنمية المهارات والقدرات الفكرية والفنية والعلمية والعملية وإتاحة الفرصة للأشخاص للتعبير عن آرائهم في القضايا التي تهم مجتمعاتهم، مبيناً أهمية العمل الاجتماعي التطوعي في تسريع قضايا التنمية في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والصحية والبيئية، واستثمار للاوقات في أعمال نبيلة. وقال السلطان خلال مشاركته في برنامج " أضواء الإخبارية " على القناة الإخبارية أن التطوع يعد قيمة إنسانية وسنة إسلامية حميدة، تسهم في سيادة التكافل والمودة والرحمة بين فئات المجتمع، فضلا عن كونه حركة اجتماعية تهدف إلى تأكيد التعاون وإبراز الوجه الإنساني والحضاري للعلاقات الاجتماعية ، وأصبح من الأعمال الظاهرة البارزة اليوم في واقع الناس، وخاصة مع وجود الأزمات والمحن التي تصيب البشرية نتيجة الحروب أو الكوارث، وصارت الأمم والشعوب أفرادا وجماعات يتسابقون إليه، وقامت من أجله المؤسسات والجمعيات، وهذا مما ينبغي أن يكون المسلمون أسبق إليه ، فقد استشعر الغرب أهمية العمل التطوعي فحققوا النجاح فيه خاصة في أوروبا والولايات المتحدةالأمريكية واستراليا ،فلم يعد بناء المؤسسات التطوعية في كل مدينة وقرية أمراً خبرياً بل ضرورياً من ضرورات استقرار المجتمع ونمائه، ويكون من أدوارها نشر ثقافة التطوع وأثرها على المجتمع، وكذلك إعطاء دورات في مختلف التخصصات من أجل تدريب وتهيئة المتطوعين لمواجهة الظروف الطارئة واكد على أهمية العمل التطوعي للشباب والشابات لتطوير هذا الجانب المهم الذي يعتبر رافداً من روافد التنمية في المجتمعات، مبيناً أن الدراسات تشير أنه في خمس دول أوروبية على سبيل المثال وجد أن 50% من الشباب قاموا أو سيقومون بالتطوع في برامج لخدمة المجتمع، وقال السلطان إن المركز يتطلع من خلال مشروع حوارات الشباب "تمكين" وهو المشروع الذي أطلقه المركز مؤخراً، ليضاف إلى المبادارت الشبابية ومن الجنسين، والمشاريع المشابهة أن تتطور برامج التطوع، وأن يكون للشباب مساهمة أكبر في تنمية مجتمعهم. وأشار السلطان لكثرة صور التطوع في الوقت الراهن وسعة انتشارها مما يتطلب مراكز للبحوث ودراستها دراسة وافية للخروج بمقترحات وتوصيات علمية تساهم في وضع نظم تكفل تطور العمل التطوعي. وطالب السلطان مؤسسات المجتمع المختلفة بدعم العمل التطوعي ، مبيناً أن البحوث الميدانية قد كشفت عن قصور الموارد التطوعية ، فلابد من أن تتوافر ضمن مؤسسات المجتمع لجان أو هيئات مسئولة عن اجتذاب المتطوعين في المجتمعات المحلية ، وإعطاء التطوع مساحة أكبر من الأهمية، من خلال التخطيط لاستقطاب المتطوعين وتصميم برامج مناسبة لهم ، ووضع ميزانية مناسبة لإدارة عملية التطوع. ليتحول من عمل اجتهادي شخصي إلى عمل مؤسسي للقضاء على الاجتهادات الفردية ومنعاً للازدواجية.