وليد ابو مرشد "تشكو زوجتي من أمور الحياة بإتقان، وفي الوقت ذاته تطلب مني الرد بإلحاح، وإن لم أفعل ما تريد تتهمني بالتجاهل، وهذا ما يجعلني أشعر بصعوبة التأقلم معها، ودائما ما ألجأ إلى الهروب لأطول ساعات ممكنة خارج المنزل، فالحصول على قسط من الراحة داخل منزلي وبين أطفالي أصبح ضربا من الخيال". عبارات جاءت على لسان الخمسيني مخلف يصف بها عدم تحمله الشكوى الدائمة من زوجته، ويضيف: "لا يمكنني تحمل المزيد من شكاواها، فذلك الأسلوب هو المنفر الوحيد لي من البيت، ناهيك عن خلقها مشاكل جديدة في أغلب الأوقات، خاصة عند عودتي للمنزل منهكا من العمل". ويشاطره الرأي أبو فايز، حيث يقول: "كنت في نعمة كبيرة عندما كنت على رأس العمل، فقد كنت أقضي نصف يومي بعيدا عن زوجتي كثيرة الشكوى، ومنذ تقاعدي وأنا مضطر لسماع كم من الشكاوى لا مبرر لها، خاصة مع الصوت العالي الذي تعتقد غالبية النساء أنه الأسرع في إيصال المعلومة". بعض الزوجات كان لهن تفسير مخالف للأمر، حيث تقول "أم ياسر" وهي موظفة: "تلك ذريعة يتخذها الأزواج للهروب من المنزل، فالزوج أحيانا يتخذ من شكاوى الزوجة حجة من أجل ترك المنزل، ولا يبالي بالتراكمات النفسية التي قد تطالها جراء تركها رهينة للمشكلات التي تبحث الزوجة عن حلول لها مع شريك الحياة". وأضافت أن "غالبية شكاوى الزوجات تكون حول الأبناء وتربيتهم، وهي مهمة تتطلب مؤازرة الزوج للوصول إلى الحلول الناجعة ذات الأهداف المشتركة". واستطردت أم ياسر بلهجة حادة: "في حال تحدثت الزوجة واشتكت لأحد من أهلها أو صديقاتها عن حزنها، وعما يجول في داخلها يتهمها الزوج بتسريب أسرار أسرته، في الوقت نفسه يهرب من الزوجة ويرفض حتى سماع شكاواها". من جانبها، حذرت أخصائية التربية الأسرية مسفرة الغامدي الزوجات من الشكوى المفرطة، وقالت: "كثرة الشكاوى من قبل الزوجة قد تكون عاملا مساعدا على هروب الزوج من المنزل"، وعللت السبب في ذلك قائلة: "المنزل هو المكان الوحيد الذي يجد فيه العديد من الأزواج استقرارهم وراحة بالهم، خاصة بعد عناء يوم مجهد من العمل، وفي حال انقلبت الموازين بوجود الزوجة كثيرة الشكوى، فإن ذلك يعتبر أحد الأسباب التي تنفر الزوج من المنزل، وبالتالي من يدفع الثمن هم الأبناء الذين يحتاجون لوجود الأب والأم معا". من جهة أخرى نصحت رئيسة قسم الإرشاد النفسي بمدارس لؤلؤة الخليج العربي الدكتورة انتصار الرضي بأهمية الاحتواء الحواري بين الزوجين، بتبادل الأفكار والمشاكل، وطرحها، ووضع الحلول لها. وحذرت من الإفراط في الشكوى من قبل أحد الزوجين وقالت: "للأسف الشديد قد لا يجيد الكثير من الزوجات اختيار الوقت المناسب لطرح المشاكل اليومية، فعامل الوقت مدعاة لأن يتقبل كل من الزوجين حديث الآخر". وأوضحت الدكتورة الرضي أن "بعض الزوجات يلجأن إلى كثرة الشكوى نتيجة التراكمات النفسية التي تعيشها داخل الأسرة، خاصة في ظل انشغال الزوج لأطول ساعات ممكنة في العمل، وما أن يهم بالدخول إلى المنزل تكون الزوجة باستقباله بهذا الكم الهائل من الشكاوى، وكأنها القنبلة التي انفجرت دونما سابق إنذار". ونصحت الاختصاصية النفسية في نهاية حديثها الزوجات بأن يكن عامل جذب لأزواجهن، خاصة في ظل ضغوطات العمل، بحيث يجد الزوج في المنزل الركن المريح الهادئ، وبهذا يتحقق الانسجام النفسي لجميع أفراد الأسرة.