شن الطيران السوري امس غارات على مناطق عدة في ريف دمشق ترافقت مع اشتباكات في حي برزة في شمال العاصمة وغارات على قرى في ريف ادلب (شمال غرب) والرقة (شمال) والحسكة (شمال شرق) ودرعا (جنوب)، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد في بيانات متلاحقة منذ الصباح ان "مناطق في الغوطة الشرقية تعرضت لقصف من الطيران المروحي، ما ادى الى سقوط عدد من الجرحى". كما قصف الطيران مناطق في محيط بلدة معضمية الشام ومدينة داريا (جنوب غرب) حيث تستمر الاشتباكات منذ اشهر بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين.وكانت القوات النظامية السورية تمكنت الاربعاء من السيطرة على بلدة العتيبة في ريف دمشق التي قال المرصد انها "تفتح بوابة للنظام على الغوطة الشرقية" حيث يتجمع المقاتلون المعارضون بأعداد كبيرة.وتقع منطقة الغوطة التي تضم قرى وبلدات عدة شرق دمشق، ويتخذ منها المقاتلون المعارضون، بالاضافة الى مناطق واقعة جنوب غرب العاصمة وشمالها، قواعد خلفية لهجماتهم تجاه دمشق. وافاد المرصد امس عن اشتباكات عنيفة على اطراف حي برزة في دمشق.ونفذ الطيران الحربي والمروحي السوري امس ايضا غارات على مناطق في مدينة معرة النعمان في ادلب، وعلى قرى في ريف درعا وريف الحسكة. في محافظة الرقة، نفذت الطائرات الحربية غارة جوية على محيط معمل السكر في الريف، فيما تدور "اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة في محيط الفرقة 17" القريبة من مدينة الرقة.ويحاصر مقاتلو المعارضة مقر هذه الفرقة منذ استيلائهم على مدينة الرقة في آذار/مارس. وقتل في المدينة بعد منتصف الليل "ما لا يقل عن اربعة رجال نتيجة قصف القوات النظامية لحي الشهداء"، بحسب ما ذكر المرصد السوري الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويقول انه يعتمد على شبكة واسعة من المندوبين والمصادر الطبية للحصول على معلوماته. وكان يوم الاربعاء شهد عمليات عسكرية دامية في انحاء مختلفة من البلاد اوقعت 138 قتيلا. وعلى عكس ما رشح من انباء نفى وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عدنان منصور امس أي تدخل مباشر لحزب الله في سوريا، وجدد التزام بلاده بسياسة النأي عن النفس في الأزمة السورية. وقال منصور في حديث إذاعي قبل ظهر امس " ان الحزب أوضح ان عناصره هي في القرى اللبنانية الحدودية للدفاع عن اللبنانيين هناك ولا يشاركون في العمليات العسكرية داخل سوريا". وأضاف "ان لبنان ما زال يلتزم بسياسة النأي بالنفس تجاه الأزمة السورية ولا يتدخل بشؤون الآخرين ولا سيما في شؤون سوريا الداخلية". وقال " إذا كان هناك من أطراف دعت الى الجهاد(في سوريا) فهذا لا يعني ان الدولة المسؤولة". يشار الى ان المعارضة السورية المسلحة اتهمت حزب الله بالتورط في الحرب الدائرة في سوريا الى جانب نظام الرئيس بشار الأسد، وهو ما نفاه الحزب الذي قال ان عناصره ومناصروه في القرى اللبنانية على الحدود اللبنانية السورية،يدافعون عن سكان هذه القرى والبلدات. في الاطار ذاته ذكرت صحيفة "الغارديان" امس أن محققي الأممالمتحدة سيختبرون عينات من التربة السورية جمعتها وكالات استخبارات غربية ويزورون مخيمات اللاجئين السوريين، في محاولة لتقييم المزاعم بأن نظام الرئيس بشار الأسد استخدم غاز السارين ضد معارضيه. وقالت الصحيفة إن إثبات استخدام غاز السارين سيزيد الضغوط على إدارة الرئيس باراك أوباما جراء إحجامها عن التدخل في الأزمة السورية، والتي وصفت بأنها يمكن أن تتحول إلى صراع يطول أمده ولا يمكن الفوز به، بعد حربين في العراق وأفغانستان.وأضافت إن محققي الأممالمتحدة سيقومون باختبار عينات التربة السورية الموجودة في حوزة وكالات الاستخبارات البريطانية والفرنسية، ويأخذون عينات شعر وعينات بيولوجية أخرى من الناجين من هجمات الأسلحة الكيميائية المزعومة من اللاجئين السوريين.وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤولين البريطانيين والفرنسيين يعتقدون أن هناك أدلة قاطعة على أن الحكومة السورية استخدمت غاز السارين ولكن على نطاق محدود. ونسبت إلى مصدر في الحكومة البريطانية قوله "ليس هناك شك بأن غاز السارين جرى استخدامه في سوريا، لكننا لا نتحدث عن حلبجة"، في إشارة إلى الهجوم بالغاز الذي اتُهمت قوات الرئيس العراقي السابق صدام حسين بشنه عام 1988 ضد الأكراد العراقيين وأدى إلى مقتل ما يصل إلى 5000 شخص بمجموعة من الغازات السامة من بينها السارين والخردل. وأضاف المصدر الحكومي البريطاني "نحن نتحدث عن استخدام السارين في مناطق صغيرة وضد مجموعات قليلة من الناس".كما نقلت "الغارديان" عن مصدر في مجلس الأمن الدولي قوله "نود أن يمضي التحقيق قدماً في سوريا.. ونأمل أن يكون فريق التحقيق قادراً على القيام بعناصر من التحقيق حتى من دون الدخول إلى سوريا، ويمكن أن يشمل ذلك إجراء مقابلات في مخيمات اللاجئين السوريين".