تواصلت الفعاليات الثقافية المرافقة لمعرض الرياض الدولي في يومها الرابع على التوالي. حيث تضمن البرنامج الثقافي في فترته الثانية ندوة بعنوان "المرأة و الموقع القيادي" حاضرت فيها كل من وكيلة وزارة التربية والعليم د. هيا العواد و د. تهاني البيز و الأستاذة منى حمدان. وتطرقت العواد في ورقتها مدخل في التطور الاجتماعي والاقتصادي الذي مرت به المملكة والذي كان سببا بإحداث التغيرات الاجتماعية التي دعمت تعليم وعمل المرأة. حيث عرضت الاستراتيجيات الوطنية للتمنية وخصت فيها الاستراتيجيتين الثامنة والتاسعة اللتين تعرضتا لدور المرأة في المجتمع والتنمية. وأقرت العواد بوجود فجوة كبيرة جدا بين ما وصفته بمكانة المرأة وقدراتها وما تطمح إليه وبين الواقع من حيث المشاركة في المناصب القيادية. وقالت العواد في ورقتها أن وصول المرأة للمناصب القيادية سهّل وصول صوتها الحقيقي لمتخذي القرار ومكّنها من التعرف على القيادات الحقيقية مشيرة إلى أن وزارة التربية والتعليم بصدد تعينات نسائية على المرتبتين الرابعة عشرة والخامسة عشرة. ولم تخف العواد أن أحد أكبر التحديات التي تواجهها المرأة تكمن في تعدد أدوارها في المجتمع إضافة إلى المنافسة بينها وبين الرجل. من ناحية أخرى تناولت د. تهاني البيز مدخلا تاريخيا وتوثيقيا عن القيادات النسائية منذ عصر صدر الإسلام. ألحقتها بعدد من الدراسات التي تشرح الفروق بين قيادة المرأة والرجل حيث قالت البيز في ورقتها:" هناك دراسة لجامعة الملك سعود تشير أن الغالبية العظمى من الرجال يدير مع الجماعة بينما الغالبية من النساء تدرن مواقعهن فوق الجماعة أو معها وهو ما يتنافى مع الدراسات الأجنبية التي تتبنى وجهة نظر أن المرأة تدير مع الجماعة وتهتم بالتواصل بينما يدير الرجل فوق الجماعة كرئيس. وجاءت ورقة منى حمدان كعرض علمي للمنجزات التي حققتها المرأة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -يحفظه الله- متبعة هذه الإنجازات بحقائق علمية صحية في المقارنة بين مخ الرجل والمرأة. على صعيد آخر كانت المداخلات التي طرحها الحضور أكثر حدة و أقرب للواقعية من الأوراق التي قدمتها المحاضرات. حيث داخلت التربوية والإعلامية سناء بكر يونس مطالبة الحاضرات أن يفعلن القيادة الحقيقية مستشهدة بقيادات نسائية كانت في الرئاسة العامة لتعليم البنات ولم يتغير معها شي. وأضافت " الآن أنتن قياديات على مستوى أعلى ومع ذلك ازدادت المشاكل وبدأت تطفو على السطح". بينما تساءل الأستاذ فايز الشراري عن ما مدى إمكانية تحول المرأة إلى قيادية في الوقت الذي لا تستطيع فيه بالواقع أن تنجز إجراءات بسيطة في بعض الدوائر الحكومية بمفردها.كما تطرقت الدكتورة بديعة كشغري في مداخلتها عن التساؤلات المطروحة حول أسباب الانتكاسة في الموقع القيادي للمرأة بعد تاريخها الحافل والزاخر بالقيادة. كما تناولت أحدى المداخلات تلك الإجراءات التي يلزم على النساء أن تقوم بها لتغير الصورة النمطية عن الدور القيادي للمرأة. واختتمت التساؤلات لماذا تفضل المرأة أن يدير عملها رجل ولماذا يكون التزام المرأة شديدا بالمعايير و الإجراءات بما يشغلها عن جوهر أي عملية مقصودة. وعلقت منى حمدان على مسألة تفضيل المرأة لإدارة الرجل و الالتزام الدقيق بالإجراءات بقولها أن المسألة متعلقة بالتربية حيث أن الفرصة لم تتاح لها لكي تكون قيادية وبالتالي لم تثق بنفسها ولم تثق بغيرها من النساء. كما أن تربية المرأة تعتمد على الالتزام المفرط الذي يطغى على جوهر القضايا. وأجابت د. هيا العواد على ما يتعلق بما تقوم به المرأة لتغيير الصورة النمطية بأن مجرد اتخاذ القرار السليم الغير منحاز والذي يقف في صف العامة كفيل بتغيير الصورة النمطية.