أعلن اللوفر أبوظبي اليوم عزمه عرض لوحة للفنان العالمي بابلو بيكاسو لم يسبق عرضها أمام الجمهور من قبل. وستعرض لوحة «صورة امرأة»، التي تعد واحدة من أهم المقتنيات الفنية الدائمة في مجموعة «اللوفر أبوظبي»، خلال فعاليات معرض «نشأة متحف» الذي سيقام في الفترة بين 22 أبريل ولغاية 20 يوليو 2013. وساهم بابلو بيكاسو، الذي يعد أشهر فناني العالم في القرن العشرين بلا منازع، إلى حد كبير في تغيير الفن الحديث بأسلوبه الفريد الذي برع من خلاله بمزج الفن التمثيلي وتجربة التقنيات والمواد مستفيداً من كل ما تقع عليه عينيه. وتُعَدُّ لوحة «صورة امرأة» من الأعمال الفريدة التي لم يرد ذكرها إلا في كتاب (حياة بيكاسو: سنوات النصر 1917 - 1932) للمؤرخ البريطاني جون ريتشاردسون عام 2007. لإبداع هذه اللوحة، استخدم بيكاسو نوعاً من فنون الكولاج "الصور الملصقة". ووفقاً لريتشاردسون، تجسد هذه اللوحة شخصية اجتماعية معروفة هي نتالي بالي، حفيدة قيصر روسيا ألكسندر الثاني وزوجة مصمم الأزياء لوسين ليلونغ. وكانت نتالي إحدى عارضات الأزياء الشهيرات في زمنها وواحدة ممن ارتبطن بصلات وثيقة مع النخبة في مجتمع الأزياء الراقي في باريس. ويُعتقد أن بيكاسو استخدم صوراً فوتوغرافية لإبداع هذا العمل الفني، تماماً مثلما فعل في عدد من الأعمال الأخرى، بهدف تجسيد وجهها البيضوي، وملامحها الدقيقة، وهيئتها النحيلة. وسيضم معرض «نشأة متحف»، الذي سيقام في «منارة السعديات» الواقعة في المنطقة الثقافية في السعديَّات، حوالي 130 عملاً فنياً، حيث ستتيح هذه الأعمال الفرصة للزوار للتعرف عن قُرب على المفهوم السردي للمتحف ومُقتنياته قبيلَ افتتاحه رسمياً في عام 2015. سيعرض «اللوفر أبوظبي»، الذي جاء تتويجاً لاتفاق أبرم بين حكومتي الإمارات العربية المتحدةوفرنسا، أعمالاً فنية ومخطوطات وغيرها من المواضيع ذات الأهمية التاريخية والثقافية والاجتماعية. وتمتلك حكومة أبوظبي المتحف ومجموعة مقتنياته الدائمة. يضم المتحف معروضات من مختلف المجتمعات والثقافات العالمية على امتداد آلاف السنين، مع تسليط الضوء على المواضيع العالمية والتأثيرات المشتركة لإظهار أوجه القواسم المشتركة للتجربة الإنسانية التي تتجاوز حدود الجغرافيا والعرق والتاريخ. وكما هو الحالُ في جميع المعارض التي تستضيفها المنطقة الثقافية في السعديات استعداداً لافتتاح المتاحف العالمية خلال الأعوام القليلة القادمة، سيرافق المعرض الثاني الذي ينظِّمه «اللوفر أبوظبي» برنامجٌ متنوِّعٌ يشتمل على العديد من اللقاءات الحوارية والجولات والورشات الإبداعية، كما سيُنشرُ كتابٌ يرصد، بشكل تفصيلي، اللوحات والمنحوتات التي أضافها المتحف إلى مجموعة مُقتنياته الدائمة. وستقام أولى هذه اللقاءات في 22 أبريل في منارة السعديات بعنوان «اللوفر أبوظبي: متحف في طور التشكل»، والتي سيشارك فيها كل من حصة الظاهري، مدير مشروع اللوفر أبوظبي في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، ولورانس دي كار، مدير التنسيق الفني في وكالة متاحف فرنسا، لتقديم فكرة للجمهور حول إعادة قراءة مسيرة الإبداع الفني التي تؤكد على استثنائية وتميز «اللوفر أبوظبي». وسيلي ذلك لقاءان آخران في مايو ويونيو في إطار لقاءات السلسلة الثانية من برنامج «اللوفر أبوظبي: حوارات الفنون». يذكر أن مهمة التنسيق الفني لمعرض «نشأة متحف» أسندت إلى لورانس دي كار، مدير التنسيق الفني في وكالة متاحف فرنسا، يدعمها في ذلك أعضاء فريق «هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة» ووكالة متاحف فرنسا الذين يمتلكون مجموعة من الخبرات المتنوعة. كما أسندت مهمة التصميم المتحفي للمعماري جان-فرانسوا بودين. وتتواصل أعمال تشييد هذا الصرح المميز، الذي يشرف على تصميمه المعماري الفرنسي العالمي جان نوفيل، في جزيرة السعديَّات حيث سيشكِّل المتحف صَرْحاً مُتحفياً ومعمارياً في قلب المنطقة الثقافية في السعديات.