أقرت صنعاء أمس الخميس للمرة الأولى بمشاركة لوجستية أميركية في دعم القوات اليمنية التي تقاتل القاعدة في جنوب البلاد فيما قتل القيادي العسكري المحلي في التنظيم عايض الشبواني خلال معارك في الجنوب أسفرت أيضا عن مصرع عشرة جنود بحسب مصادر عسكرية وطبية. وقال نائب وزير الإعلام اليمني عبدو الجندي في مؤتمر صحافي في صنعاء ردا على سؤال حول الدور الأميركي في زنجبار عاصمة محافظة ابين الجنوبية التي يسيطر عليها تنظيم القاعدة، أن الأميركيين (ساعدوا قوات الجيش بإدخال المؤن الغذائية إليهم عندما كانت عناصر القاعدة تحاصرهم) في المدينة. وأشار إلى أن (القوات الأميركية تساعد اليمن ماديا في محاربة للقاعدة). من جانبها، أكدت مصادر محلية لوكالة فرانس برس أن سفنا وزوارق يبدو أنها أميركية تنتشر قبالة منطقة زنجبار وتقترب منها. وأكد مصدر محلي أن (هناك قتالا يدور خلال الليل داخل مدينة زنجبار) مشيرا إلى إن ذلك (يعزز لدى السكان فرضية مشاركة قوات اميركية خاصة في العمليات داخل زنجبار لأنها تملك أدوات للرؤية الليلية). ولم يتسن التأكد من ذلك من مصادر اميركية. * * * وساطة ألمانية لإقناع صالح بالتنحي * * * في هذا الوقت، ذكرت صحيفة (فرانكفورتر الغماين تسايتونغ) أمس أن برلين حاولت اقناع الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، بالتنحي عن الحكم. وأضافت الصحيفة أن وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي أوفد إلى الرياض مساعده للأوضاع المتأزمة حاملا الرسالة الآتية للرئيس صالح: الاقتراح الذي طرحته وساطة مجلس التعاون الخليجي هي (الطريقة الوحيدة التي تمنع تحول الوضع إلى مواجهات مسلحة) في رأي برلين. وتقول مصادر يمنية متطابقة أوردتها الصحيفة، إن الرئيس لا يعارض توقيع الاتفاق الانتقالي لكن عائلته تمنعه من ذلك. في غضون ذلك، أكد الأمين العام المساعد للشؤون السياسية في المؤتمر الشعبي العام (الحزب الحاكم في اليمن) الشيخ سلطان البركاني أن سقف الحزب في المرحلة المقبلة هو الانتخابات المبكرة، وسيصر الحزب على استكمال الرئيس اليمني علي عبدالله صالح لفترة رئاسته الحالية التي تنتهي خلال شهر سبتمبر عام 2013. وأكد البركاني في حوار أجرته معه صحيفة (الوسط) اليمنية المستقلة في عددها الأسبوعي أمس ضرورة الحوار الوطني الشامل أولا للخروج من الأزمة السياسية الراهنة باليمن. وكشف المسؤول البرلماني عن أن المؤتمر الشعبي العام بلور خلال الأيام الماضية مشروعا للبدء ب (فكفكة) عناصر الأزمة من خلال إجراء انتخابات مبكرة خلال الشهور المتبقية من هذا العام وفقا للحاجة القانونية التي يتطلبها إجراء الانتخابات باعتبار أن إرادة الناخب هي الأصل وأن التغيير في أي بلد لا يتم عبر الاتفاقات السياسية وإنما عبر إرادة الناخبين. وأضاف أن ذلك يتزامن مع إجراء حوار وطني جاد يتعلق بقضايا الحوثيين في الشمال والحراك في الجنوب والاختلالات الأمنية وقبل ذلك التمرد العسكري والميليشيات في (الحصبة) (شمال العاصمة) والمناطق المختلفة. وتابع الأمين العام المساعد للحزب الحاكم باليمن إن عامل توفير الأمن هو الذي يمكن معه إجراء انتخابات باعتبار أن عامل إنهاء التمرد يجعلنا مطمئنين من أن الرئيس المنتخب سيمارس صلاحياته متحررا من لغة المدافع والدبابات للقوات المتمردة ويهيئ الأجواء لإزالة الأزمة بشكل كامل، مؤكدا أن الانتخابات ستكون تحت إشراف دولي كامل للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وكل المنظمات المهتمة بالانتخابات على سير الإجراءات الانتخابية. * * * مقتل ثلاثة محتجين * * * إلى ذلك، أعلنت مصادر يمنيَّة أمس الخميس، مقتل ثلاثة أشخاص في اشتباكات في منطقتين في اليمن، بين القوّات المواليَّة للرئيس علي عبد الله صالح وبين معارضيه. وذكرت مصادر المعارضة أنَّ الموالين لصالح أطلقوا النار على المحتجين فقتلوا واحدًا عندما حاولوا مغادرة ميدان يخيمون فيه منذ ما يقرب من ستة أشهر؛ داعين إلى وضع نهاية لحكم صالح المستمر منذ ثلاثة عقود. ومع استمرار الأزّمة وقعت اشتباكات بين قوات الحرس الجمهوري بقيادة ابن صالح، وبين قبليين مسلحين مؤيدين للمعارضة يقولون: إنهم يدافعون عن المحتجين. وأسفر قتالٌ بين الحرس الجمهوري وبين مسلحين، أمس عن مقتل شخصين في أرحب، التي شهدت على مدى الأيام الثلاثة الأخيرة قصفًا ومعارك.