أجمع إعلاميون وناشطون اجتماعيون على أهمية النشر الإلكتروني في تكريس أو هدم الوحدة الوطنية، مشيرين إلى أن الوسائط التقنية الحديثة شكَّلت حلقة وصل بين المسؤولين والمواطنين، وأسهمت في تنمية الحس الوطني، على رغم ما يمثله استخدامها من مواجهة تحديات جديدة ومتنوعة لا تتوقف. جاء ذلك في ندوة أقامها النادي مساء أول من أمس (الأربعاء) بعنوان «النشر الإلكتروني ودوره في تكريس الوحدة الوطنية»، شهدت للمرة الأولى في تاريخ النادي مشاركة النساء إلى جانب الرجال في صالة واحدة، إضافة إلى اعتلاء الإعلامية والكاتبة سكينة المشخص منصة مسرح النادي إلى جانب الناشط الاجتماعي خالد المأربي، وسط احتجاج عدد من الحضور. في الندوة التي أدارها الكاتب أحمد السيد استعرض المحاضران بعضاً من خبراتهما السابقة في مجال الشبكة وسلَّطا الضوء على دور النشر الإلكتروني في تعزيز اللُحمة الوطنية، وأكدت المشخص «أن للنشر الإلكتروني دوراً مؤثراً في تكريس أو هدم الوحدة الوطنية، مضيفة أنه من الخطورة بمكان عندما يستخدم بصورة سلبية، وقالت إن التأثير في الحالتين يأتي بنتائج سريعة وفورية ولا يمكن تجاهلها أو تسطيحها. وأضافت أن فكرة اعتماد الثورات العربية على النشر الإلكتروني جاءت لأهداف وغايات لدور هذا النشر في التفاف الجماعة من خلال الوسائط التقنية، بحيث أصبح الجميع متهيئاً لمواجهة تحديات الوطن. وتابعت قائلة رداً على إحدى المداخلات حول التجاوزات غير الأخلاقية في الشبكة العنكبوتية وهل الحجب أنجح وسيلة لها: «الدولة ليست مسؤولة عن تصرفات شباب (الشات) ولا عن تربيته، وإنما هو دور المربي». من جانبه، رأى المأربي أن تجربة النشر الإلكتروني تعتبر حلقة تواصل مع المسؤولين عبر اللقاءات وتجاوبهم مع المواطنين، وهو ما ينمي الحس الوطني لديهم، مضيفاً أنه يستغرب الحجب المفرط الذي تستخدمه مدينة الملك عبدالعزيز إزاء مواقع يكتب بها كتاب سعوديون مثل موقع «إيلاف»، مطالباً وزارة الثقافة والإعلام بأن تدعم المواقع الإلكترونية لا أن تكون ضدها، في الوقت الذي عارض فيه متداخلون هذا الطرح. بدوره أكد أحمد السيد في تعليق على محور الندوة أن روابط الوطن أقوى الروابط في ما يخص الوحدة الوطنية، فمن الممكن أن نكون مسلمين على أي بقعة على وجه الأرض، ولكن لا نستطيع أن تكون لنا سيادة وطنية إلا على أرض سعودية، وكذلك من الممكن أن ندخل في صدامات مع عرب ومسلمين بسبب قوة الرابطة الوطنية والانتماء للوطن السعودي إذا تعلَّق الأمر بما يمس الوطن.