في سابقة هي الأولى من نوعها على مستوى الأندية الأدبية، أخذت المرأة مقعدها بجوار الرجل في منصة الأمسية التي نظمها نادي جازان الأدبي مساء أمس الأول لمناقشة «النشرة الإلكترونية»، حيث تقاسمت سكينة عبدالله المشيخص زميلها خالد حمود المأربي في مناقشة الموضوع تحت إدارة أحمد السيد عطيف. هذا المشهد غير المألوف أخذ من انتباه الحاضرين أكثر مما طُرح في الندوة، وتفاوتت ردود الأفعال نحوه، ففي حين أبدى الكثيرون استغرابهم لهذه الخطوة من النادي، في إشارة منهم إلى أن النادي ومنذ نشأته لم يشهد أبدًا صعود امرأة إلى المنصة بجانب الرجل، وجدت هذه الخطوة التأييد من قبل عضوة النادي خديجة ناجع التي اعتبرت ما حدث نجاح من نجاحات النادي الأدبي، مؤكدة أنها لا تخلي مسؤوليتها مما جرى. في هذا الجو المشحون بالاستغراب والدهشة والآراء المتباينة مضت فعاليات الندوة، حيث استهلتها سكينة مشيرة إلى أهمية وسائل الاتصال الحديثة من الفيسبوك والتوتير وأن الإعلام الحديث تحوّل بكلياته إلى مفاهيم ونظم الاتصال وأصبحت نظريات الإعلام الكلاسيكية لا تواكب المرحلة التقنية بعد أن تم استخدام وسائل أكثر تفاعلًا في تحقيق رجع الصدى أو ما يُعرف ب feed back وعليه اصبحت الرسالة الإعلامية لا تحتاج إلى وسائط معقدة للوصول إلى المتلقين وتحقيق أهدافها، ومع ظهور مفهوم العولمة أو القرية الكونية بات الجميع أقرب لبعضهم وفي حالة اتصال وتواصل متفاعلة وسريعة، ومن هذه المنطلقات يصبح للنشر الإلكتروني دورًا مؤثرًا في تكريس أو هدم الوحدة الوطنية، فشيوع الوسائط التقنية يسمح بتبادل أكبر للآراء والمعلومات والأخبار. وأشارت سكينة إلى أن النشر الإلكتروني يمكن أن يحمل صورًا سلبية تسئ للوحدة الوطنية وتعمل على تفكيك قناعات الجماعة الوطنية لأن وسائط النشر تُعتبر محايدة وفيسبوك وتويتر يمكن أن تحمل أكثر من رسالة وخطاب وتوجهها بحسب المرسل بما قد يؤثر على الوحدة الوطنية، مؤكدة على أهمية الخطاب الوطني في هذه الوسائل. وذكرت أن السعودية تنفق أكثر من 450 مليون ريال على أمن المعلومات بهدف حماية معلوماتها من الأخطار والإرهاب الإلكتروني في ظل ارتفاع حجم الإنفاق على تقنية المعلومات في المملكة والذي يقدر بنحو 7.5 بليون ريال. من جانبه تحدث المأربي عن دور المواقع الإلكترونية في تأصيل الوحدة الوطنية، وعرض تجربته في تأسيس أحد المنتديات والتي تحمل شعار الوطن أولًا، حيث استعرض تعريف المواطنة الصحيحة وبعض الأشكال والوسائل الإلكترونية والانتماء القبلي والمناطقي وأثره على النشر الإلكتروني وضعف المواطنة والقصور في مفهوم مبدأ المواطنة لدى مستخدمي الإنترنت وكيف نكرّس المواطنة عبر النشر الإلكتروني، وأكد على دعم المواقع التي تكرّس المواطنة في المجتمع، كما أكد على أهمية المعاملات الإلكترونية في رفع الحس الوطني، معترضًا على كمية المواقع المحجوبة من قبل مدينة الملك عبدالعزيز. واستعرض المأربي تجربته في موقعه وخاصةً في القسم الفكري حيث أكد نمو الجانب الفكري لدى المشاركين وتقبّل الراي الآخر والحوار الفكري قبل انطلاق الحوار الوطني. الندوة شهدت العديد من المداخلات، بدأتها خديجة ناجع بشكر المشاركين في الندوة والحضور وتساءلت حول أن المرأة مغيّبة فهل استطاعت المواقع الإلكترونية إيجاد مساحة للمرأة للتعبير عن نفسها وإيجاد مكانًا لها. وتساءل أحمد قاسم حول كيف كان مجتمعنا قبل وسائل النشر الإلكترونية وكيف نستطيع نحن كمجتمع أو حكومة من توجيه هذه الوسائل بطريقة صحيحة، وقد ردت سكينة بأن التربية ليست مسؤولية الدول بل الأسرة مؤكدة أن الفيس بوك يعتبر أكبر مجمع استخباراتي وأن اشخاص يدخلون باسماء بنات بهدف جمع معلومات عن النساء و المجتمع السعودي. كما كانت مداخلات أخرى لكل من: يحيى عبيري وعلي كاملي ومهدي السروري وأحمد زين وحسن المكرمي. يذكر أن رئيس النادي أحمد الحربي غاب عن هذه الأمسية بسبب ضروفه المرضية.