(رويترز) - انهارت الهدنة الهشة التي أنهت أياما من معارك الشوارع بين رجال قبائل يمنيين وقوات الأمن التابعة للرئيس على عبد الله صالح مما دفع البلاد أكثر الى شفا حرب أهلية. واتهمت الحكومة وأنصار صادق الاحمر زعيم قبيلة حاشد بعضهما بعضا بخرق الهدنة ودفع البلاد نحو حرب أهلية. وقال مسؤول حكومي يوم الثلاثاء لرويترز حينما سُئل هل تسبب التراشق بالنيران الذي وقع مساء الاثنين بين الجانبين في انهيار الهدنة الهشة "انتهى اتفاق الهدنة." واستعاد مقاتلون موالون للاحمر السيطرة على مبنى الحزب الحاكم في اليمن في حي الحصبة بالعاصمة صنعاء الذي وقع فيه معظم القتال. وسرى اتفاق الهدنة في مطلع الاسبوع بعد مقتل أكثر من 115 شخصا حين اشتبك الجانبان في صنعاء بالرشاشات وقذائف المورتر والقذائف الصاروخية. وخرقت الاشتباكات التي وقعت لليلة الثانية على التوالي هُدنة بين قوات صالح وقبيلة حاشد ذات النفوذ التي يتزعمها الاحمر في أعقاب القتال الذي سقط فيه أكبر عدد من القتلى منذ بدأت الاضطرابات في يناير كانون الثاني. وضغطت القوى العالمية على صالح لتوقيع اتفاق نقل السلطة الذي توسطت فيه دول خليجية خوفا من ان يتحول اليمن الذي يوشك على انهيار اقتصادي ويتخذ فيه تنظيم القاعدة بجزيرة العرب مقرا الى دولة فاشلة تقع على ممر بحري حيوي وتتاخم المملكة العربية السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم. وتحاول القوات الحكومية والسكان اخراج القاعدة ومتشددين اسلاميين آخرين من مدينة زنجبار الجنوبية التي سيطروا عليها في مطلع الاسبوع. وقالت وكالة الانباء اليمنية (سبأ) يوم الثلاثاء ان 21 جنديا يمنيا قتلوا في الاشتباكات التي جرت في اليوم السابق بينما قصف سلاح الجو اليمني بالقنابل المدينة الساحلية قرب خليج عدن ويعيش فيها نحو 20 ألفا. وتخشى الولاياتالمتحدة والسعودية اللتان تعرضتا من قبل لهجمات تنظيم القاعدة في جزيرة العرب من اتساع الاضطرابات بما يشجع الجماعة على تحرك أكثر جرأة. واتهم زعماء المعارضة الرئيس صالح بالسماح بسقوط مدينة زنجبار في أيدي القاعدة لاثارة القلق في المنطقة في مسعى من جانبه للحصول على مساندة. وقتل ما لا يقل عن 320 شخصا في اليمن منذ ان بدأت قبل أربعة أشهر مظاهرات للمطالبة بانهاء حكم صالح المستمر منذ نحو 33 عاما مستلهمة انتفاضات "الربيع العربي" التي أطاحت برئيسي تونس ومصر. ورغم مطالبات القوى العالمية والاقليمية لصالح بالتنحي رفض الرئيس اليمني توقيع اتفاق رعاه مجلس التعاون الخليجي لبدء نقل السلطة بهدف تفادي نشوب حرب أهلية تهز المنطقة. وتحت حكم صالح أصبح اليمن مهددا بالانهيار الاقتصادي وهو أفقر بلد في شبه الجزيرة العربية الغنية بالنفط ويعيش نحو 40 في المئة من سكانه البالغ عددهم 23 مليون نسمة على أقل من دولارين في اليوم.