قصف السلاح الجوي اليمني يوم الاثنين مدينة يسيطر عليها تنظيم القاعدة في جنوب البلاد بينما قال سكان في مدينة أخرى ان الجنود فتحوا النار على مظاهرة ودهسوا محتجين بجرافات مما أسفر عن سقوط ما لا يقل عن 15 قتيلا. ووقعت عدة حوادث في أنحاء اليمن المهدد بنشوب حرب أهلية منها مقتل ستة جنود في كمين على ما يبدو في مدينة زنجبار الساحلية التي سيطر عليها اسلاميون ومتشددون من تنظيم القاعدة قبل بضعة ايام. وقال سكان هناك ان مقاتلات أمطرت مواقع المتشددين بالقنابل في وقت لاحق لكنها أصابت أيضا مبان في المدينة التي يقطنها زهاء 20 ألف نسمة. وذكر سكان أن ما لا يقل عن 13 شخصا قتلوا بسبب القصف الجوي وقصف بالمدفعية. وقال رجل ينتمي الى المعارضة في المدينة ذكر أن اسمه علي "المدينة أصبحت خرابا. كل سكانها رحلوا. حتى الكلاب والحيوانات والحمير هجرتها." وتخشى القوى العالمية ان يتحول اليمن الذي يوشك على انهيار اقتصادي ويتخذ فيه تنظيم القاعدة بجزيرة العرب مقرا الى دولة فاشلة تقع على ممر بحري حيوي وتتاخم المملكة العربية السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم. واتهم زعماء المعارضة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بالسماح بسقوط زنجبار المطلة علي خليج عدن في أيدي تنظيم القاعدة ومتشددين اسلاميين بهدف زيادة الشعور بالخطر في المنطقة الامر الذي قد يترجم في اخر المطاف الى مساندة لصالح. وقال محللون ان المخاوف تتزايد من أن يستغل تنظيم القاعدة بجزيرة العرب حالة عدم الاستقرار. وتخشى الولاياتالمتحدة والسعودية اللتان تعرضتا من قبل لهجمات تنظيم القاعدة في جزيرة العرب من اتساع نطاق الاضطرابات بما يشجع الجماعة على تحرك أكثر جرأة. وقال مسؤول أمني ومصادر أخرى ان الجنود الستة قتلوا وأصيب عشرات اخرون بجروح بينما كانوا في طريقهم الى زنجبار. وقال أيمن محمود ناصر رئيس تحرير صحيفة الطريق المعارضة الرئيسية في عدن في مكالمة هاتفية ان السكان عثروا على سيارة عسكرية وعربة مدرعة مدمرتين كما عثر على جثث ستة جنود على جانب الطريق. وسيطر مئات الاسلاميين المتشددين وأعضاء تنظيم القاعدة في جزيرة العرب على زنجبار قبل بضعة أيام وقاتلوا السكان وجنود الحكومة لانتزاع السيطرة على المدينة. وقال سكان في زنجبار لرويترز ان امدادات المياه والكهرباء انقطعت عن المدينة وان السكان يفرون الى بلدات قريبة. وانهارت فترة هدوء قصيرة أمس الاحد حين أطلقت قوات صالح النار على محتجين في تعز وقالت مصادر طبية ان 15 شخصا قتلوا وأصيب مئات اخرون مضيفة أن عدد القتلى سيرتفع على الارجح وقال مصدر طبي في مستشفى ميداني "أغلب المصابين أصيبوا بذخيرة حية لكن البعض دهستهم جرافات." وهناك خطط لتنظيم المزيد من الاحتجاجات يوم الاثنين في تعز حيث أحرقت القوات الحكومية خيما يستخدمها المعتصمون ونشرت مدرعات في منطقة اعتصام تعرف باسم "ساحة الحرية". وألقت قوات الامن القبض على العشرات يوم الاثنين للحيلولة دون تجمع حاشد للمطالبة بانهاء حكم صالح المستمر منذ نحو 33 عاما. وفي تعز أطلقت الشرطة الذحيرة الحية والغاز المسيل للدموع مساء الاحد لتفريق محتجين تجمعوا أمام مبنى تابع لبلدية المدينة للمطالبة بالافراج عن أحد زملائهم المحتجين كان قد اعتقل يوم السبت. وفي العاصمة صنعاء على بعد نحو 200 كيلومتر الى الشمال قال سكان ان دوي عدة انفجارات سمع مساء الاحد في منطقة الحصبة التي شهدت قتالا على مدى أسبوع بين قوات صالح وخصم قبلي قتل خلالها 115 شخصا. ولم ترد على الفور تفاصيل عن الانفجارات التي خرقت جزئيا على ما يبدو هدنة بين قوات صالح وقبيلة حاشد ذات النفوذ التي يتزعمها صادق الاحمر في أعقاب القتال الذي سقط فيه أكبر عدد من القتلى منذ بدأت الاضطرابات في يناير كانون الثاني. وأدان الاحمر ما وصفه بمذبحة صالح الجديدة للمدنيين في تعز. وذكر موقع اخباري على الانترنت أن شركة سبافون لاتصالات الهاتف المحمول التي تملك حصة الاغلبية فيها مجموعة الاحمر المرتبطة بالعشيرة التي تقاتل الرئيس قالت في بيان منفصل انها تحمل السلطات المسؤولية عن انقطاع خدمة اتصالاتها الدولية والارضية وخدمات الانترنت. وقال مسؤولون فرنسيون اليوم ان التقارير عن خطف ثلاثة فرنسيين يعملون في مجال الاغاثة اختفوا في اليمن مطلع الاسبوع تبدو قابلة للتصديق رغم انهم لم يتلقوا أي اعلان للمسؤولية. وفي اليمن أبلغ مسؤول أمني احدى وكالات الانباء ان مركبة كان يستخدمها عمال الاغاثة الفرنسيين عثر عليها في منطقة نائية خارج بلدة سيون حيث اختفى الثلاثة. وقتل زهاء 300 شخص خلال الاشهر القليلة الماضية أثناء مظاهرات للمطالبة بانهاء حكم صالح استلهمت انتفاضات "الربيع العربي" التي أطاحت برئيسي تونس ومصر. ورغم مطالبات القوى العالمية والاقليمية لصالح بالتنحي رفض الرئيس اليمني توقيع اتفاق رعاه مجلس التعاون الخليجي لبدء نقل السلطة بهدف تفادي نشوب حرب أهلية تهز المنطقة. واليمن هو أفقر بلد في شبه الجزيرة العربية الغنية بالنفط ويعيش نحو 40 في المئة من سكانه البالغ عددهم 23 مليون نسمة على أقل من دولارين في اليوم. 5