قد يبدأ الأمر بقرص دواء لعلاج وجع الرأس. بعد ذلك، قد نلجأ إلى بعض الجلسات لإزالة حرقة المعدة بواسطة دواء آخر ثم مجموعة من الأنتبيوتيك لعلاج التهابات الرئة وهكذا يفقد الكبد قوته كلما مضينا قدماً في تعاطي الدواء تلو الآخر لكون الكبد مصنعاً طبيعياً لفرز كل ما يدخل في الجسم. بيده أن الكبد قد يصاب بالإرهاق في حال تناولنا كمية زائدة من الأدوية أم في حال تعاطينا دواء كانت أعراضه الجانبية سامة أكثر مما هو متوقع. في الحقيقة، تشير آخر الإحصائيات، هنا، إلى أن عدد الأدوية التي استفاد منها الأطفال والبالغين معاً، في الأعوام ال 15 الأخيرة، تضاعف تقريباً. وفي ما يتعلق بمدى سمية الأدوية على الكبد، فان كل شيء يتعلق بجرعات الدواء العالية أو عدم تقبل جسم المريض للأدوية. وبين الحالات الكلاسيكية، أين تكون الجرعات أعلى من تلك المنصوح بها، يذكر الأطباء في مستشفى جامعة جنيف دواء (باراسيتامول) المستعمل، عادة، لعلاج الحمى وبالتالي تخفيض حرارة الجسم. أن تعاطي ستة غرامات من الباراسيتامول، مرة واحدة أم في خلال فترة زمنية قصيرة(12 قرصاً وكل قرص يحتوي على 500 ميلي غرام)، قد يسبب، من جراء جرعة الباراسيتامول العالية، التهاباً حاداً في الكبد، قد يكون قاتل إذا ما تعدت الجرعة ستة غرامات. علاوة على ذلك، يذكر هؤلاء الأطباء دوائين، هما (ريفامبيسين) و(ايزونيازيد). فالجرعات العالية منهما قد تسمم الكبد. كما أن المشكلة الحقيقية تكمن في ردة فعل جسم المريض، التي لا يمكن أبداً التنبؤ بها. فالأجسام تختلف في ما بينها لناحية القدرة على تأييض الأدوية.