أظهرت نتائج دراسة طبية جديدة أن الإفراط في تناول أقراص البراسيتامول يؤدي إلى عواقب صحية وخيمة، وصولاً إلى الموت. ويعد الإفراط في تناول الاباراسيتامول السبب الرئيسي لفشل الكبد الحاد في بريطانيا، وذلك عبر تناول عدد كبير من الأقراص في جرعة واحدة. لكن الأطباء يشعرون بالقلق من أن المرضى الذين يتناولون أقراصاً أكثر من اللازم على أساس منتظم يمكن أن يتعرضوا لخطر أكبر لأن مشكلتهم لن تظهر على الفور. وقال خبراء إنه على الرغم من وجود مستويات مرتفعة من تلف الكبد، فإن فحوصات الدم قد تظهر فقط كميات صغيرة من الباراسيتامول الأمر الذي يعني أن الأطباء قد لا يكشفون مشكلة تهدد الحياة، حتى فوات الأوان. وأظهرت دراسة نشرت في "الدورية البريطانية لعلم الصيدلة السريرية" أنه على الرغم من تناول كميات أقل من الباراسيتامول بشكل عام، إلا أن الأشخاص الذين يتناولون " جرعات زائدة متداخلة " أكثر عرضة للوفاة بثلاث مرات، إضافة إلى احتمال الإصابة بمشاكل في الكبد والمخ، والحاجة للغسيل الكلوي أو المساعدة على التنفس. وقال الدكتور كينيث سيمبسون من جامعة ادنبره: "إن تناول جرعات زائدة من الباراسيتامول في كل مرة، يراكم الأضرار ويمكن أن يكون له تأشيرات قاتلة". وأظهرت الدراسة أيضاً أن المرضى الذين يتناولون جرعات زائدة متداخلة، خصوصاً كبار السن الذين يبلغ متوسط أعمارهم 39 عاماً، يصبحون أكثر عرضة للإفراط في شرب الكحول والتحول إلى مدمنين. وقال الدكتور نيل كيترينغهام من جامعة ليفربول: "إن جرعة زائدة من الباراسيتامول تشكل عبئاً كبيراً على الخدمات الصحية الوطنية". "قصة البريطانية الشابة " وذكرت صحيفة ذي ديلي تلغراف البريطانية الخميس 15 ديسمبر 2011 قصة الأم البريطانية الشابة ديزايري فليبس التي تناولت بضع جرعات زائدة من حبوب "باراسيتامول" من أجل التخلص من الآلام الناتجة عن عملية صغيرة أجرتها، ولم تكن تدري أن هذا الدواء يتسبب بتلف في الكبد ويؤدي إلى الوفاة إذا ما أخذت منه جرعات كبيرة دون وصفة طبية. وذكرت الصحيفة أن الأم الشابة أجرت عملية صغيرة لاستئصال أورام حميدة في الثدي، وأنها تناولت جرعات زائدة من دواء باراسيتامول في أوقات متفرقة بهدف التخلص من الآلام التي تبعت العملية التي أجرتها في وقت مبكر من العام الجاري. ولكن السيدة فيليبس من أهالي بلدة لينلي جنوبي ويليز في المملكة المتحدة دخلت المستشفى مرة أخرى وهي تعاني آلاما قاسية وشديدة، لينتهي بها المطاف في ثلاجة الموتى، وذلك بعد أن صرف لها الأطباء بعض المضادات الحيوية ونصحوها بتناول بعض حبوب باراسيتامول عند الضرورة. وبعد تسعة أيام من إجرائها العملية، أدخلت المريضة المستشفى وهي تعاني آلاما حادة إثر فشل أصاب كبدها، مما استدعى الأطباء لزراعة كبد جديد للسيدة، ولكنها توفيت بعد ذلك بأسبوع في مستشفى الملكة إيليزابث في بيرمينغهام. وأما والد الضحية فقال إن ابنته ديزايري تناولت جرعات زائدة بنسبة قليلة عن ما وصفه الأطباء، وهو ثماني حبات كل 24 ساعة، مضيفا أنها كانت تبدو بصحة جيدة، ولكن خطيبها وجدها فجأة ممدة على الأريكة بلا حراك، مما استدعى نقلها إلى المستشفى، ولم يكن أحد يتوقع وفاتها بهذه السرعة. وقال والد ديزايري إن طفلها جايدن الذي تركته الضحية وهو بعمر سنة واحدة بات يلقى الرعاية على يد والده سايمون ديوي جونز، مضيفا أنه لا يجب إبقاء هذا الدواء متوفرا دون وصفة طبية. من جانبها قالت والدة الضحية إن ابنتها أجرت عمليات لاستئصال أورام حميدة من ثديها، وإن ديزايري كانت تعاني آلاما شديدة، مما اضطرها لتناول مسكن الألم بكميات أكبر، وإنها لم تكن تدري ما قد ينتظرها في قادم الأيام. وفضل أهل الضحية أن ينشروا خبر وسبب وفاة ابنتهم، وذلك كي يتجنب الناس تناول أي جرعات زائدة من حبوب الباراسيتامول التي عادة ما تكون متوفرة على نطاق واسع وتباع دون وصفة طبية.