قالت المعارضة المسلحة في ليبيا الجمعة إنها صدت هجوما للقوات الحكومية على مدينة مصراتة المحاصرة لكن الآمال تضاءلت في نجاح العمل العسكري في الإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي. واقر قادة حلف شمال الأطلسي بالقيود المفروضة على الضربات الجوية التي يشنها الحلف والتي لم تؤد إلا إلى جمود عسكري فيما يتوقع المحللون حربا طويلة قد تنتهي بتقسيم ليبيا. وأعرب مسؤولون بحلف شمال الأطلسي عن استيائهم من لجوء القذافي إلى خطط تتضمن اختباء قواته في مناطق مدنية وهو ما ضيق من أثر التفوق الجوي كما اعتذروا عن حادث (النيران الصديقة) الذي وقع يوم الخميس الذي قالت المعارضة إن خمسة من مقاتليها راحوا ضحيته. وما زالت مدينة مصراتة أخر معاقل المعارضة المسلحة في الغرب الليبي محاصرة منذ اسابيع. وقالت قوات المعارضة الجمعة إنها صدت هجوما على الجانب الشرقي من المدينة بعد معارك شوارع عنيفة. وقال حسن المصراتي المتحدث باسم المعارضة لوكالة (رويترز) إنه جرى التصدي للهجوم من ناحية الشرق وان القوات الحكومية الموالية للقذافي دحرت. ويدور القتال في الجبهة الوحيدة النشطة على طول الساحل الليبي على البحر المتوسط في بلدتي البريقة واجدابيا فقط مع اتجاه الموقف العسكري إلى الجمود حيث يحقق كل طرف تقدما ما يلبث أن يتراجع عنه إلى وراء خطوطه الآمنة. وفرت قوات المعارضة يوم الجمعة في المنطقة الغربية من أجدابيا أمام القصف المدفعي لقوات القذافي لكن ليست هناك أي مؤشرات على تقدم القوات الحكومية. وقال احمد اقناشي وهو طبيب بمستشفى باجدابيا إن نحو ستة من قوات المعارضة أصيبوا في مناوشات على بعد 20 كيلومترا ناحية الغرب. وقال الجنرال كارتر هام رئيس قيادة القوات الأميركية في أفريقيا إن الصراع دخل حيز الجمود ومن غير المحتمل أن تتمكن المعارضة المسلحة من الزحف نحو طرابلس. وتبخرت الآمال بأن تساعد الضربات الجوية التي يشنها حلف الأطلسي على قوات القذافي المعارضة في زحفها مع تركيز القادة الغربيين الان على التوصل إلى حل سياسي. واتخذ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فو راسموسن موقفا مشابها لموقف هام يوم الجمعة. وقال لقناة الجزيرة (لا يوجد حل عسكري يكفي وحده. نحتاج الى حل سياسي). * * * ليبيا تؤكد احتجاز أربعة صحافيين أجانب * * * من جانبه، أعلنت وكالة الأنباء الصحافية عبر الانترنت (غلوبال بوست) الجمعة أن الحكومة الليبية أكدت احتجازها أربعة صحافيين أجانب يعمل أحدهم لحسابها، ووعدت بإطلاق سراحهم قريبا. وقالت غلوبال بوست على موقعها نقلا عن مصادر ليبية إن (المراسلين الأربعة سينقلون إلى طرابلس تمهيدا لإطلاق سراحهم). وقال موسى إبراهيم المتحدث باسم الحكومة الليبية لهذه الوكالة إن الصحافيين الأربعة بأيدي القوات المسلحة الليبية وانهم يلقون معاملة حسنة. والصحافيون الأربعة أميركيان وأسباني وجنوب أفريقي وكانوا فقدوا في الرابع من نيسان/ابريل شرق ليبيا. وهم كلارا مورغانا غيليس التي تعمل في موقع (ذي اتلانتيك) على الإنترنت، وجيمس فولي المراسل المستقل الذي يعمل حاليا لحساب غلوبال بوست، والمصور الاسباني مانو برابو، والمصور الجنوب افريقي انتون هامرل. وقال رئيس غلوبال بوست فيليب بالبوني (نحن مرتاحون ويبدو ان هذه المسالة في طريقها إلى الحل). من جهة أخرى أعلنت إدارة تحرير صحيفة كومسومولسكايا برافدا الروسية انه تم مساء الجمعة في بنغازي إطلاق سراح صحافيين روسيين يعملان لحسابها، بعد ان كانا محتجزين لدى الثوار الليبيين. وكانت الصحيفة أعلنت في بيان الجمعة على موقعها الإلكتروني أن اثنين من صحافييها محتجزان لدى الثوار الليبيين. وقال البيان إن (مراسلي الصحيفة ديمتري ستيشين والكسندر كوتس اللذين يعملان حاليا في ليبيا خطفا في الثامن من نيسان/أبريل قرب مدينة أجدابيا). وأضافت انهما (نجحا في الإبلاغ عبر الأقمار الصناعية بأنهما أسرا من قبل ممثلين للمعارضة). وأوضح مسؤول في الصحيفة انهما في طريقهما إلى بنغازي (عاصمة) الثوار الذين يقاتلون القوات الموالية للعقيد معمر القذافي. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن روسيا (قلقة) وطلبت مساعدة دبلوماسية من تركيا وايطاليا اللتين تملكان قنصليتين عامتين في بنغازي. لكن لافروف قرر أيضا أن يطلب من الدول الغربية التي تشن ضربات جوية بالتدخل عسكريا لتحريرهما إذا كانت لديها قوات على الارض. وقال (سنتوجه إلى قيادة الدول التي تفيد إشاعات أنها تنشر قوات خاصة على الارض الليبية). وأضاف (أنها قضية جدية ولن نسمح بتفويت اي فرصة لاطلاق سراحهما).