ما زالت شبه الجزيرة العربية والشام، تسجل معدل هطول أمطار أقل من المعتاد، ودرجات حرارة فوق المعدل، (أكثر من ثلاث درجات)، في الأشهر الأخيرة من فصل الخريف الذي ينتهي في 6 كانون الأول (ديسمبر). ويرجع سبب هذا الاستقرار إلى سيطرة الضغط العالي المتمركز وسط آسيا، ووصول تأثيره إلى هذه الدول، ما جعل التيارات الرطبة القادمة من المحيط الأطلسي وغرب البحر المتوسط، تتجه إلى الشمال الشرقي نواحي روسيا وشمال شرق أوروبا، عند اقترابها من حوض البحر المتوسط الشرقي، وهذه الوضعية لخطوط الضغط العالي تنذر بمزيد من الفيضانات والأمطار والثلوج على نواحٍ كثيرة من أوروبا وروسيا. ومن المتوقع أن تتأثر أجزاء كثيرة من جنوب وجنوب غربي أوروبا بموجة من المنخفضات العميقة التي قد تتسبب في حدوث فيضانات وثلوج واسعة ورياح عاتية على أجزاء كثيرة من البرتغال وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا وشمال غربي إفريقيا. ويتوقع أن تسجل قيم ضغط السطحية أرقاما متدنية قد تصل إلى 1000 (ملي بار) غدا، ما يزيد من قوة الرياح وعنف الحالة ثم تنتقل هذه الموجة إلى وسط وشرق وجنوب شرقي أوروبا بشكل أقوى من السابق الثلاثاء المقبل، مصحوبة بالأمطار والثلوج الكثيفة وقيم ضغط سطحية هابطة قد تصل إلى 992 (ملي بار)، وهذه القيمة قد تتسبب في نشاط عنيف للرياح على تلك الدول الأوروبية، ثم تواصل طريقها إلى غرب روسيا بالقوة نفسها الأربعاء المقبل، حيث يتوقع تساقط الأمطار الغزيرة والثلوج الكثيفة على موسكو، وتمتد إلى تركيا واليونان بعد ذلك، محدثة سيولا قوية وتساقط للثلوج الكثيف، وبذلك تعد هذه الموجات هي الأعنف منذ بداية فصل الخريف في نصف الكرة الشمالي، وهي طبيعية في هذه الفترة التي تعرف بالفترة الانتقالية بين فصلي الخريف والشتاء. وينتظر أن يتبع ذلك انخفاض حاد في درجات الحرارة على أجزاء كثيرة من أوروبا وروسيا وأجزاء من شمال وشمال غربي إفريقيا وتركيا ودول الشام، ربما ينتج عن ذلك تخلخل في قيم الضغط نواحي دول شرق البحر المتوسط، مثل قبرص ولبنان وسورية وفلسطين وشمال غربي الأردن أواخر الشهر الحالي، ما يزيد من فرص الأمطار عليها، ثم تبدأ تتحسن الفرصة لهطول الأمطار على أجزاء من شمال وشمال غربي البلاد والمنطقة الغربية، مع بداية كانون الأول (ديسمبر)، وانخفاض متوقع في درجات الحرارة على معظم مناطق المملكة بمشيئة الله.