CNN -- أصدرت الخارجية الأمريكية الأحد تحذيراً إلى رعاياها من هجمات محتملة في أوروبا، استناداً إلى معلومات ترجح قيام تنظيم القاعدة وجماعات مرتبطة به، بالتخطيط لشن "هجمات إرهابية"، في عدد من الدول الأوروبية. ودعا التحذير، الذي جاء على ضوء التهديدات الإرهابية الأخيرة، التي كشف عنها مؤخراً، ودفعت بالمنشآت العسكرية الأمريكية في دول أوروبية إلى تبني تدابير احتياطية، الأمريكيين إلى توخي "الحذر والحيطة" في الأماكن العامة، كالمطارات والمعالم السياحية ومحطات شبكة التنقل بالقطارات والأنفاق. جاء هذا التحذير بعد قليل من إبلاغ مسؤولين أمريكيين شبكة CNN مساء السبت، بأن وزارة الخارجية تدرس تحذير رعاياها في أوروبا، إلا أن المصادر أكدت أن التنبيه لن يدعو المواطنين للإمتناع من السفر إلى أوروبا. وذكر أحد المصادر أنه بالإضافة إلى تنبيه السفر فإن "المنشآت العسكرية الأمريكية اتخذت احتياطات إضافية.. فهذا وضع خطر." وأوضح مسؤول أمريكي منفصل أن التحذير جاء استجابة لكم المعلومات الاستخباراتية المتوفرة حول تهديدات إرهابية محتملة، وليس بناءً على معلومات استخباراتية جديدة. وكشف مصدر أمني أمريكي لCNN، السبت، أنه من المرجح إصدار تعميم إلى كافة الأجهزة الأمنية في الولاياتالمتحدة، بعد إصدار تنبيه السفر، إلا أنه استدرك بالقول إن المعلومات الاستخباراتية المتوفرة حالياً تتعلق بأوروبا، وليس كتهديد للولايات المتحدة. والأسبوع الماضي، كُشف أن الاستخبارات الأمريكية تبحث عن معلومات بشأن هجمات إرهابية محتملة ضد مدن أوروبية تحاكي سيناريو هجمات مومباي، والتي قام خلالها عشرة مسلحين بمهاجمة مواقع سياحية مهمة بالإضافة إلى مركز ثقافي يهودي في المدينة التي تعد العاصمة التجارية للهند، في عملية متقنة الإعداد دامت ثلاثة أيام، وقتل فيها 164 شخصاً عام 2008. واستبعد مصدر أمني بريطاني، السبت، ربط تحذير السفر الأمريكي بتلقي معلومات استخباراتية جديدة، إلا أنه جزم بأن كافة الأطراف المعنية على جانبي الأطلسي تنظر إلى التهديدات بجدية بالغة. ونفى المصدر احتمال رفع المملكة المتحدة مستوى التحذير الراهن من حاد إلى خطر. وذكر إلى أنه ينظر إلى ردة الفعل المتوقعة على حظر فرنسا للنقاب كأحد الأسباب التي تقف خلف التحذير الأمريكي. والأسبوع الماضي، لفت محللون أمنيون إلى أن الهجمات الإرهابية الفتاكة التي كشفتها أجهزة الاستخبارات الأوروبية مؤخراً، بمثابة مؤشر على أن تنظيم القاعدة، ورغم تحجيمه، يتأقلم ويغير من تكتيكاته وخططه، ويملك القدرة على تنفيذ هجمات دموية. وأعلنت الاستخبارات الألمانية، الثلاثاء، أن الكثير من تفاصيل المخطط المشابه لهجمات مومباي أدلى بها ألماني، من أصل أفغاني، أعتقل في العاصمة الأفغانية، كابول، في يوليو/ تموز، وجرى تسليمه إلى القوات الأمريكية هناك. وتزامن الإعلان عن المخطط مع تصريحات مسؤولين أمريكيين لCNN بأن زيادة الهجمات الصاروخية بطائرات دون طيار على المناطق الحدودية بين باكستان وأفغانستان، مرتبطة، لحد ما، بالكشف عن مخطط إرهابي يستهدف أوروبا. والعام الماضي، أجهض الغرب مجموعة من الهجمات ضده، منها محاولة تفجير طائرة أمريكية فوق مدينة "ديترويت" أثناء فترة أعياد الميلاد، ومحاولة تفجير سيارة ناسفة في "تايمز سكوير" بنيويورك، بالإضافة إلى المخطط المزعوم لمهاجمة مراكز تجارية للتسوق في مدينة "مانشستر" بإنجلترا أثناء عطلة الأسبوع عام 2009.