CNN- اكتسبت الجبهة المناهضة لدعوة قس أمريكي ب"حرق القرآن" في الذكرى التاسعة لهجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001، زخماً جديداً خلال الساعات القليلة الماضية، بإعلان الفاتيكان رفضها لهذه الدعوة، والتي وصفتها بأنها تتضمن "إهانة خطيرة" للمسلمين في كل أنحاء العالم. وقال المجلس البابوي للحوار بين الأديان، في بيان الأربعاء، إنه تلقى ب"قلق بالغ" المقترح الذي تقدم به القس الإنجيلي تيري جونز، راعي كنيسة "دوف وورلد أوتريتش" في غاينسفيل بفلوريدا، بشأن "إحراق نسخ من القرآن الكريم"، في ذكرى "الاعتداءات الإرهابية، التي أودت بحياة أبرياء كثيرين." وجاء في البيان: "أمام أعمال العنف لا يمكن أن يضع أحد كتاباً مقدساً من قبل جماعة دينية موضع جدل، لأن لكل ديانة، ولكل كتاب مقدس، ومكان عبادة، ورمز ديني، الحق في أن يكون محترماً ومحمياً.. إنه احترام وليد كرامة الأشخاص!" وتابع البيان إن "ذكرى الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) تجدد فينا مشاعر التضامن مع ضحايا تلك الاعتداءات الإرهابية الشنيعة، وتضاف إلى هذه المشاعر صلواتنا من أجل الضحايا، وعلى المسؤولين الدينيين والمؤمنين أن يجددوا تنديدهم بكل أشكال العنف، وخصوصاً العنف المرتكب باسم الدين." كما نقل راديو الفاتيكان عن البابا بندكتس السادس عشر قوله إن "غياب التسامح والعنف لا يمكن أن يبررا، كجواب على الانتهاكات والتعديات، لأنهما لا يتوافقان والمبادئ المقدسة للدين." وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، قد أدانت في وقت سابق، الخطط المتعلقة بإحراق نسخ من القرآن، وقالت: "إنني أشد على الإدانة الواضحة والصريحة لهذا العمل الشائن والمخزي، الذي أصدره زعماء الطوائف الدينية الأمريكيين، والعلمانيين وصانعو الرأي." جاء تنديد وزيرة الخارجية الأمريكية بالخطة، أثناء استضافتها لحفل إفطار للمسلمين بالعاصمة واشنطن، بعد يوم من تحذيرات أصدرها أعلى قائد عسكري أمريكي في أفغانستان، الجنرال ديفيد بيتريوس، جاء فيها أن المخطط "قد يعرض الجنود الأمريكيين في الخارج للخطر." وإزاء هذا الضغط المتزايد لإثنائه عن سحب دعوته، قال القس تيري جونز، في تصريحات له الأربعاء: "حتى هذه اللحظة، ليس لدينا أية نية لإلغاء المخطط"، رغم أنه ذكر في وقت سابق لCNN أنه "يدرس الخيارات" بعد تصاعد التحذيرات من الخطوة. ورداً على هذه التصريحات، تحدث بليمون الأمين، إمام "مسجد الإسلام"، الواقع في ولاية أتلانتا لCNN قائلاً إن ما يهدد جونز بفعله يشبه ما قام النازيون به، إذ أن انطلاقتهم السياسية كانت بمسيرة لإحراق الكتب، تطورت في وقت لاحق لتصل إلى إحراق البشر."