أعلن علماء في استراليا أنهم اكتشفوا في أعماق المحيط تحت الحيد المرجاني العظيم مرتعاً طبيعياً يضم مخلوقات لم تشاهد من قبل، يعتقد بأنها تعيش دون تغييرات في طبيعتها أو شكلها منذ حقبات ما قبل التاريخ، وفقاً لخلاصة دراسة أجرتها جامعة كوينزلاند. وبين المخلوقات المكتشفة حديثاً سمكة قرش بستة خياشيم، ونوع عملاق من سمكة الزيت، وفصائل كثيرة من القشريات والكثير من الأسماك التي لم يتم التعرف عليها بعد، وقالت الدراسة إلى أن الأشكال الغريبة لهذه المخلوقات التي صورتها الكاميرات على عمق 1400 متر تحت سطح البحر تجعلها صالحة لأفلام الخيال العلمي. وعثر الفريق العملي الذي قاده عالم الأحياء جوستن مارشل على أنواع من الحباريات التي ما تزال تعيش في صدف، كما كانت هذه الفصائل تفعل منذ ملايين السنين، وذلك باستخدام كاميرات فائقة الحساسية للحركة، تعمل بالتحكم من بعد. وقال مارشل: "نعرف الكثير من الحياة في الطبقات العليا من مياه البحر، ولكن علينا تجاوز القيود التي تحول دون تعرفنا على أشكال الحياة في ما دون ذلك، أي بالأعماق التي تصل إلى أكثر من ألفي متر، حيث لا يمكن لأشعة الشمس الوصول." وتابع العالم قائلاً: "ليس لدينا أي فكرة عما يحدث في الأعماق، ولكن كاميراتنا الحديثة باتت قادرة على رصد أشكال الحركة والحياة في الأعماق الاسترالية،" مضيفاً أنه أرسل نسخاً من الصور التي بحوزته إلى علماء من حول العالم لمساعدته في تحديد هوية المخلوقات المكتشفة. من جهته، قال الباحث أندي دانستاند، إن تحليل أساليب عمل العيون والأدمغة لدى هذه المخلوقات البدائية قد يفتح الباب أمام علماء الأعصاب لفهم تطور الدماغ البشري. وأضاف أن أسس فهم بعض أنواع الاختلال العصبي، مثل الصرع، قد تكون موجودة لدى هذه المخلوقات، بدليل أن المعلومات الأولية التي كونها البشر حول عمل الخلايا العصبية جاءت بناء على تشريح أنواع عملاقة من الأخطبوطات. وقالت ليسا ليفن، أستاذ علوم الأحياء البحرية في المركز القومي للمحيطات بالولايات المتحدة لCNN إن البشر يعرفون عن القمر أكثر من معرفتهم بقيعان المحيطات. وذكرت ليفن أن التجربة المأساوية لتسرب النفط من بئر في أعماق المحيط بخليج المكسيك يجب أن يكون حافزاً للبشر لعدم التنقيب عن الثروات في تلك البيئة قبل استكشافها بشكل كامل، منعاً لتدمير أشكال من الحياة غير معروفة بعد.