كارلوفيفاري (120 كلم عن براغ) هي عاصمة المصحات التشيكية بفضل ينابيعها المعدنية الضخمة التي تم على أساسها بناء مصحات متخصصة، بالإضافة الى أنها تتحول في شهر يوليو من كل عام إلى عاصمة للسينما العالمية مع انطلاق مهرجانها السينمائي الدولي الذي ينظم منذ 1946. يعرف الكثير من العرب، لاسيما أبناء دول الخليج، مدينة كارلوفيفاري، بسبب مصحاتها العديدة التي تقدم علاجاتها منذ القرن الخامس عشر، خصوصا العلاج الخاص بأمراض وإشكالات الأجهزة الهضمية والحركية والتنفسية والبدانة والسكري والكبد والأعصاب. وتؤكد المصادر التاريخية أن تأسيس المدينة تم بالصدفة، عندما كان الملك كارل الرابع يقوم بحملة صيد في المنطقة فشاهد ينابيع حارة في الغابات لمس تأثيرها الفوري بعد إصابة أحد كلاب الصيد بجروح. فأمر الملك ببناء مدينة حول هذه الينابيع. غير أنه لم يخطر بباله آنذاك بأنه سيحول هذه المدينة التي شيدت في عام 1350 إلى واحدة من أشهر المدن التشيكية وأكثرها شهرة في العالم أجمع. تضم المدينة نحو 100 ينبوع تختلف درجات الحرارة فيها بين ينبوع وآخر. غير أن 12 منها فقط تستخدم بالطاقة الكاملة لها أكثرها شهرة ينبوع «فرجيدلو» الذي يصل ارتفاع المياه المتدفقة منه إلى 12 مترا. أما حرارة المياه فتبلغ 73.5 درجة مئوية. ويقول العاملون في المصحات إن المرضى العرب يشكلون ثلث عدد المرضى الأجانب الذين يصلون إلى المدينة ولاسيما في مصح الترمال الذي يعتبر أشهرها. وإن العلاج في مصحاتهم «شامل»، أي أنه يقرن العلاج الطبي المتمثل بالمساجات والطين الحار والعلاج الكهربائي والعلاج بأشعة الليزر وبرامج الحمية المختلفة بالعلاج النفسي المتمثل بالتواجد في وسط طبيعي أخاذ ووسط رياضي وثقافي.