ضمنت البرازيل تأهلها للدور الستة عشر بعد فوزها الصريح على كوت ديفوار 3-1 في المباراة التي جرت يوم الأحد على ملعب "سوكر سيتي" في جوهانسبورغ في افتتاح الجولة الثانية لمنافسات المجموعة السابعة ضمن كأس العالم لكرة القدم 2010 الجارية حالياً في جنوب أفريقيا. افتتح لويس فابيانو التسجيل للبرازيل في الدقيقة 25 وأضاف اللاعب نفسه الهدف الثاني في الدقيقة 50 وعزز ايلانو النتيجة في الدقيقة 62 وقلصت كوت ديفوار النتيجة عبر ديدييه دروغبا في الدقيقة 79. كانت البرازيل استهلت مشوارها بالبطولة بفوز صعب على كوريا الشمالية 2-1 في حين تعادلت كوت ديفوار في مباراتها الأولى مع البرتغال سلباً. وتستكمل الجولة الثانية يوم الاثنين فتلعب البرتغال مع كوريا الشمالية. وباتت البرازيل ثاني منتخب يضمن التأهل لدور الستة عشر بعد أن كانت سبقتها هولندا بترشحها عن المجموعة الخامسة. من جهتها أصبح وضع كوت ديفوار صعباً في التأهل وهي تحتاج لفوز أكيد في مباراتها الأخيرة على كوريا الشمالية في 25 الحالي مع انتظارها لباقي النتائج. عموماً أظهرت البرازيل وجهاً مغايراً لما قدمته أمام كوريا الشمالية في مباراتها الأولى، فسيطرت على اللقاء وشهد مستواها ارتفاعاً تصاعدياً ملحوظاً أثناء ال90 دقيقة وكان دفاعها صلباً متماسكاً، من جهتها خيبت كوت ديفوار الآمال ولم تقدم المنتظر منها وظهرت منكمشة وقليلة المبادرة فغابت الجمل الكروية في حين وقع دفاعها بأخطاء ساذجة. سجل نظيف حافظت البرازيل على سجلها النظيف مع المنتخبات الأفريقية في بطولات العالم، إذ حققت فوزها السادس في ستة لقاءات، كما حققت فوزها ال24 في 25 مباراة ودية ورسمية مع منتخبات أفريقية مسجلة 68 هدفاً فيما تلقت شباكها ثمانية أهداف فقط (بما فيها لقاء اليوم). يذكر انه لم يسبق للبرازيل أن خسرت في أي لقاء في كأس العالم مع منتخبات من خارج القارتين الأميركية الجنوبية والأوروبية، بل أنها فازت في جميع لقاءاتها الستة عشر مع فرق من خارج القارتين المذكورتين محافظة على نظافة شباكها في ثلاثة عشر منها. تغييرات المدربين أجرى المدرب السويدي لكوت ديفوار زفين غوران اريكسون تبديلاً واحدا على التشكيلة التي لعبت ضد البرتغال فدفع بدروغبا أساسيا مكان جيرفينيو. من جهته لم يجر دونغا على التشكيلة التي لعبت المباراة الأولى ضد كوريا الشمالية أي تبديل وآثر المحافظة عليها رغم عدم ظهورها بمستوى جيد. تكتيك المدربين بدأ المدربان المباراة بتكتيكين حذرين مع نزعة هجومية أكبر للبرازيل في ظل تنوع خياراتها لكن ظهر جلياً أن كلا من المنتخبين يخشى الآخر فآثرا التروي وعدم المجازفة, لذا كان تأمين الخط الخلفي عنوناً مشتركاً بين دونغا واريكسون. استهل كارلوس دونغا اللقاء بتشكيلة 4-3-2-1 مسنداً مهمة رأس الحربة للويس فابيانو شأن المباراة الأولى ومن ورائه على الميسرة روبينيو، أما كاكا فلعب خلفهما كصانع ألعاب فيما أسندت مهمات دفاعية أكثر منها هجومية لثلاثي الوسط ميلو-سيلفا-ايلانو مع حرية هجومية أكبر للأخير. أما خط الظهر فقاده كالعادة الثنائي لوسيو-جوان وعاونهما في مركز الظهيرين باستوس على الميسرة والمدافع-المهاجم مايكون على الميمنة. ومنحت هذه الخطة روبينيو حرية الاختراق على الجهة اليسرى، وكاكا من الوسط أما على الجهة اليمنى وفّر دونغا مساحة كبيرة لايلانو ومايكون لضرب دفاعات كوت ديفوار وذلك وفقاً لسير اللعب. من جهته استهل السويدي زفين غوران اريكسون المباراة بخطة 4-5-1 مسنداً مهمة رأس الحربة لدروغبا، فيما تولى ديندان وكالو مهمة التوغل عبر الأجنحة مع مواكبة خلفية من ايبوي وتيوتي في الوسط، أما خط الظهر فقاده الثنائي كولو توريه – زوكورا بالتعاون مع ديميل وتيينيه. الشوط الأول بدأت المباراة بسيطرة برازيلية ميدانية على الكرة إنما دون خطر يذكر في ظل الالتزام التكتيكي الدفاعي للإيفواريين بدءا ًمن منتصف الملعب وعليه لم يكن من مساحة تذكر استطاع البرازيليون النفاذ منها باستثناء تصويبة روبينيو في الدقيقة الأولى من حوالي الثلاثين متراً علت العارضة بقليل. انتصف الشوط الأول دون جديد خصوصاً مع تعنت كل من الفريقين في المجازفة بفتح القنوات الهجومية وإن كانت البرازيل أكثر مبادرة واستحواذاً, فجاءت الصورة كالتالي: صراعات بدنية وانضباط تكتيكي وفرص غائبة كلياً. وفي ظل أداء باهت لم يروِ ظمأ متذوقي كرة القدم، حملت الدقيقة 25 تفوقاً لثلاثة من البرازيليين على سبعة من الإيفواريين، إذ مرر باستوس للمتربص على مدخل منطقة الجزاء لويس فابيانو الذي بدوره تبادل الكرة مع كاكا فانفرد وصوّب بيمناه من زاوية ضيقة كرة صاروخية (بسرعة 113 كلم/ساعة) اكتفى الحارس بو بكر بمتابعتها تهز سقف المرمى. البرازيل تتقدم 1-0. لم يحدث الهدف صخباً في اللقاء إنما غيّر وجهها قليلاً، إذ انحسر استحواذ البرازيل وتقلصت مبادراتها فيما امتلك الأفارقة وسط الميدان أكثر دون تسجيل أي نجاح في إدراك مرمى الحارس جوليو سيزار باستثناء تصويبة ديندان في الدقيقة 37 من حوالي ال25 متراً تعامل معها حارس إنتر ميلان الإيطالي باقتدار. حاول "الأفيال" فعل شيء في الدقائق المتبقية إلا أن الدفاع البرازيلي كان صلباً جداً في حين طغت الفردية والعشوائية على منافسيهم ولم ينجحوا في إيصال الكرة لنجمهم "الغائب الحاضر" دروغبا. الشوط الثاني ضربت البرازيل بقوة من بداية الشوط الثاني وتحديداً في الدقيقة 50 حين وصلت الكرة للويس فابيانو على فم المنطقة فراوغ ثلاثة مدافعين إيفواريين مستعيناً "بيده" مرتين وبقدمه ثلاث مرات ثم سدد يسارية قوية لامست قبضة بو بكر واستقرت داخل مرماه. البرازيل تضاعف تقدمها 2-0. حمل الرد الإيفواري ظهوراًً أوّلاً لدروغبا الذي استغفل الثنائي لوسيو-جوان وارتقى لعرضية دندان إلا أن رأسيته الماكرة مرت بمحاذاة القائم الأيسر وسط جمود حركي اعترى الحارس جوليو سيزار. حاول اريكسون تصحيح الأوضاع فدفع بالشاب الواعد جيرفينيو الذي كان لعب أساسيا أمام البرتغال مكان ديندان الذي لم يعط وجوده كأساسي أي إضافة قيّمة لفريقه. وفي الوقت الذي انتظر الجميع فورة أفريقية، كان أداء البرازيل يشهد تطوراً ملحوظاً لامس الإمتاع، ففي الدقيقة 61 فاصل من التمريرات القصيرة أفضى عن انفراد لكاكا أعقبه بتصويبة قوية افتقرت للدهاء الكروي ووجدت بو بكر سداً منيعاً. تابعت البرازيل أداءها التصاعدي ونجحت في الدقيقة 62 في رفع غلتها إلى ثلاثة حين توغل كاكا على الميسرة وسط سذاجة دفاعية ثم عكس أرضية عرضية قابلها ايلانو المنسل بشكل غريب من رقابة لاعب فالنسيان الفرنسي تييني وأودعها الشباك الإيفوارية بسهولة مسجلاً هدفه الثاني في المونديال. البرازيل تتقدم 3-0. ورغم عدم ارتقائها فنياً نجح "الأفيال" بتقليص النتيجة في الدقيقة 79 حين لعب جيرفينيو أمامية ساقطة خلف الدفاع قابلها دروغبا برأسية ذكية راكناً الكرة بعيداً عن متناول الحارس سيزار. كوت ديفوار تقلص النتيجة 1-3. ورغم نتيجتها المميزة إلا أن فرحة البرازيليين لم تكتمل فصولها إذ شهدت الدقيقة 88 طرد نجمهم كاكا إثر ضربه لاعب عبد القادر كيتا بكوعه من دون كرة, فلم يتردد الحكم بإشهار البطاقة الصفراء الثانية وبالتالي الحمراء لنجم ريال مدريد الإسباني. وكاد الاستثمار الإيفواري لطرد كاكا أن يكون سريعاً حين حاول جيرفينيو في الدقيقة 89 لعب كرة ساقطة فوق سيزار إلا أن الأخير أنقذ الوضع بأطراف أصابعه لتنتهي بعدها المباراة بفرحة برازيلية "متشحة بالحزن" وخيبة أفريقية كبيرة. تشكيلتا المنتخبين البرازيل جوليو سيزار، مايكون، لوسيو، جوان دوس سانتوس، مايكل باستوس، ثياغو سيلفا، فيليبي ميلو، بلومير ايلانو (داني الفيش 67)، كاكا، روبينيو (راميريس 90)، لويس فابيانو. ساحل العاج بو بكر باري، غي ديميل، كولو توريه (قائد)، سياكا تييني، ديدييه زوكورا، ايمانويل ايبوي (روماريك 72)، شيخ تيوتي، يايا توريه، ارونا ديندان (جيرفينيو 54)، سالومون كالو (كيتا 68) وديدييه دروغبا. قاد المباراة طاقم حكام فرنسي بقيادة ستيفان لانوي ومعاونة اريك دانسو ولوران أوغو